قصاصاتٌ شعرية ٣٥
فيروس كورونا
يُبشِّرني في أوَّلِ العامِ غِبطةً
زوالَ حياةِ الفقرِ من كلِّ بلدةٍِ
فقلتُ : أتحيا الناسُ من دونِ حاجةٍ
فقال : ستُجتَثُ الجذورُ بعلّةٍ
يُرحِّلُ فيروسُ الغنيِّ فقيرَه
ويقضي على فقرِ البلادِ بلحظةٍ !
٧-٢-٢٠٢٠
يُشكِّلُ أقلامَ الكتابةِ والورقْ
وأجملُ ما أبدى بباقاتهِ الأنَقْ
و وازنَ صفْحاتِ البياضِ بليلِه
ومن فجرِ حرفٍ أبجديِّ الهوى انبثقْ
وموّجَه الحلمُ البديعُ دوائراً
فدارَ حوالى الأنجمِ الزُهْرِ واعتلقْ
ومن سُندسٍ ماهَ الربيعَ اخضرارُه
وأحمر ورديِّ الهوى والندى اندلق
على ضلعِه جمرٌ وخُطوتِه شذاً
لهُ كُلَ حينٍ في النسائمِ مُفترق
توهّجَ فوقَ الشمسِ فاحمرَّ لونُها
وما الدمعُ إلا قطرةُ الشمسِ من عرق
وكم قيلَ عُذرُ الهائمينَ مُزَركشٌ
سوى أنّ عُذري في الصّبا غيرُ مُختَلق
وغنّت لأوتارِ الأصابعِ لمسةٌ
و وشوشةٌ خجلى وأطربني حلق
وقابلتُ ريّاها برّيا بنفسجٍ
شكوتُ لهُ العينينِ فانسكبَ العبق
وليستْ حياةُ الفردِ بعلاً على السما
ولكنْ خُطى المرءِ الذي ابتلَّ فانزلق .
--
ولستُ أظنُّ الأمرَ ذلكَ يا *توتو
وأغلبُ ظنّي أنّ طيرَك مكبوتُ
نخلتَ هواءَ الأمسِ دونَ رَوِيّةٍ
وحكمُكَ بالجُرمِ المُؤبَّدِ مَبتُوتُ
فطارتْ تماسيحٌ وباضتْ ضراغمٌ
وغنّى على سحِريهِما التينُ والتوتُ
أنا دهشةُ العُمْرِ المقاوِلِ بالصدى
ولمّا افترستُ الحبَّ قلتُ لهم موتوا !
وما لجراحٍ في الحجارةِ تشتكي
وجرحٍ بقلبٍ فاحمٍ عنهُ مسكوتُ
صحوتُ بجفنيِّ الردى وهْوَ نائمٌ
ولم يبقَ لي في حضرةِ الموتِ تابوتُ
وحلّيْتُ أضراسَ المنيةِ مُكْرِماً
وفي إصبعيَّ البيضِ * راحٌ وبسكوتُ !
أنا مثلُ كرْمٍ جفَّ في الدهرِ ضِرعُه
عظامي عريشٌ البرْدِ والملتظى قوتُ
ونهرٍ يمُدُّ الضفّتينِ على الهوى
على وجهِهِ نجمٌ وفي القاعِ ياقوتُ .
٩-٢-٢٠٢٠
محمد علي الشعار
No comments:
Post a Comment