لَيلَى
هلْ تَعلَمونَ بأنَّ لَيلَى قدْ غَفَتْ
وتَقاعَسَتْ عَنْ رَكبِها وتَخلَّفَتْ؟
كانَتْ قَديمًا تَستَجيبُ لِقَيسِها
وإذا تَغزَّلَ بِالجَمالِ تَلاطَفَتْ
واليَومَ لَيلَى تَستَهينُ بِقَيسِها
وإذا تَوجّعَ مِن حَنينٍ عَنّفَتْ
يَشكو الشّتاءَ وبَردَهُ ورِياحَهُ
وهِيَ السّكينَةُ شَأنُها إذْ صَيّفَتْ
يا لَيتَها كانَتْ كَما عَهدي بِها
يا لَيتَ لَيلَى بِالعَدالَةِ أنْصَفَتْ
أجَزاءُ مَنْ أهْدَى لَها عِرفانَهُ
تَنفِيهِ لَيلَى بِالجُحودِ وإنْ نَفَتْ؟!
أيَكونُ مَنْ عَبَرَ الحُدودَ لِصدِّها
قدْ خانَها وهِيَ الّتي قَد أسْرَفَتْ؟!
وإذَا الحَقيقَةُ أشْرَقَتْ بِجَلائها
ما بالُ لَيلَى بِالجَهالَةِ خَرّفَتْ؟!
قدْ وَدّعَتْ -يَومَ الرّحيلِ- حَنانَها
وتَنكّرَتْ لعطائها واستَنزَفَتْ
يا وَيلَ قَيسٍ إذْ تَبدّلَ عَهدُهُ
مَنْ بَدّلَتْ تِلكَ العُهودَ وحَرّفَتْ؟
أوّاهُ يا لَيلَى.. وحُسنُكِ قدْ مَضَى
ما لي أرَى تِلكَ النّفوسَ تَأفّفَتْ؟!
لَكنّني -رَغمَ المَرارَةِ- باسِمٌ
فَالحُسنُ في الغُدرانِ أصْلٌ إنْ صَفَتْ
حمدي عطا
No comments:
Post a Comment