حلب أم الأدب
شعر عبد الرزاق عبد الـلـه التاجر
شهباء يا أم الأدب كالشمس في أفق العرب
ونجومها علماؤها قد حلقوا فوق الشهب
أخلاقهم تزهو بهم نور محا عتم الوقب
والمبدعون تفوقوا حتى على الزمن الصعب
بتميز وبجهدهم سبقوا لأجيال الغرب
والكل يعرف قدرهم أهل المبادئ في حلب
ضمت بقلبها أخوة أعراقهم من كل صوب
فتآ لفوا ما بينهم عاشوا بها جنبا لجنب
بتفاعل وحضارة كالعين يحميها الهدب
جمعتهم شهبا ؤنا وغدت لهم فخر النسب
عبر الفضاء بعزة في صدرها الحاني الرحب
بهم الحضارة تزدهي كالماس يسطع والذهب
فالعلم نبراس لها حتى الموشح والطرب
أما الفنون فقد حكت إبداع يدعو للعجب
وتجارة عبر المدى حازت بها أعلى الرتب
وصناعة فاقت بها أرقى نسيج بالغرب
والسر في أخلاقهم فيها الأماني والأرب
فالصدق مع من يشتري إحدى الوسائل للكسب
وقناعة التجار قد كانت وما زالت سبب
لنجاحهم بمدينتي في في ظل إرث مكتسب
أسواقها مشهورة وبها البصائع والطلب
وبها الأصالة أينعت وعراقة لها تنتسب
تسمو مشاعرها على مر الليالي والحقب
علماؤها أنوارها صانوا الشريعة بالقلب
قد ألفوا كتبا بها تحمي الفتاة وكل شب
وبها الهداية أورقت كالزهر يزهو بالخصب
من غير أن يغلو بها أو يجحدوا بوجود رب
خلق البرايا بالمدى ليعيشوا في ود وحب
يدعون دوما باسمه وينفذوا ما قد وجب
فهو الإله وفضله عم الجميع بدون ريب
وليبعدوا عما نهى من غير عصيان وذنب
وهو الكريم يحبنا وعطاؤه مثل السحب
جعل الشريعة منهجا فيها السعادة للشعب
ياسعد من نال المنى ولربي صلى واقترب
إن سارخلف المصطفى وأطاع ربه واحتسب
حلب - ظهر الأحد 1\4\ 2018 م
No comments:
Post a Comment