طريقُ النَدَم
لقد ضَلَّ دربي وتهتُ في صحراءَ قاحلةٍ لتلتهمني وحشتُها. انهمرتْ أمطار عيوني وقصفَ أنيني القاتلُ عبر السماءِ وثارتْ كلماتي الهوجاءُ في أرجاءِ الفضاءِ. أتوهُ عن ذاتي فأينَ مني نفسي تلملمُ بقايا حكاياتي؟ كتبتُ حروفي فاختبأتْ بين السطور ليفسِّرَها المحللونَ ويتفلسفُ بها المتفلسفون. سمّوني بعيدةَ المنالِ وشبِّهوني بالقمرِ وانعتوني بصخريّةِ القلبِ. ليتني أستطيعُ تعلمَ قوانينِ البشرِ. اعذروني لستُ هذه ولا تلك فقد رفعتُ الرايةَ البيضاءَ من عالمِ الأنسِ والبشرِ. إلهي: ماذا لو خيرتَني بين أن أختارَ الحياةَ كما أشتهي وبينَ أنْ أفوّضُكَ أمري. أمسكُ قلمي كي أكتبَ فماذا أكتبُ !! تائهةٌ بينَ أسطري أنا. ماذا ترِيدُ يا قلمي أن تقولَ ! تائهةٌ بين أحرفي، أبحثُ فيها عن حرفٍ مُشرقٍ. تائهةٌ بين كلماتي. أبحثُ بمخيلتي عن فرحٍ يغذّي ما في قلبي من جوعٍ. أحاولُ لملمةَ همساتِ صمتي في خضوعٍ. أبحثُ في أحشاءِ الكلماتِ عن مفردةٍ تعبّرُ عن أملٍ مفقودٍ. لا أريدُ فواصلَ في حياتي أو نقاطًا. تائهةٌ أنا بين السطورِكالثملِ الذي فقد اتزانَهُ وقوّتَهُ. ناديتُ كلَّ حروفِ اللغةِ لتجتمعَ وتعيدَ ترجمةَ السطورِ، فيا ليتها تعيدُ معها ذاكرتي التي ضاعت في هذا الزمنٍ الرديء..
بقلم الكاتبه :هديل إدريس
No comments:
Post a Comment