من وحي الألواح ألاثني عشرية ...
عاد من ارض المعركة منتشيا بالنصر المتوج بإطاحة النظام الرسمي للدولة ، تهجير الثكالى و الأيتام و حز رؤوس أبناء الملة الواحدة ،كما تحز رؤوس الأغنام ....
في الطائرة الخاصة الرفيعة درجتها، هناك اخذ يعدد غنائمه/ نصيب سهمه المقدر شرعا مما نهب و سرق و اغتصب... كان من بينها، كتاب الاثنى عشرية ..فتحه برفق ، ثم طفق يطالع ماجادت به قريحة الشاب الذي قتله بأعصاب باردة ليسلبه الكتاب ليس حبا في المعرفة و الحكمة الرشيدة التي ستذكره بانسنته الملغاة ، و إنما ليظل تذكارا، شاهدا على بطولاته الوهمية التي سينتشي بحكاياتها الدموية أمام رفاقه في الموت الرجيم أنى كانت بينهم حلقيات السرد لأساطير تتجوهر ليس إلا على المسالخ البشرية التي ترفض الرحمة على قواعد الاستثناء.
تسمرت عيناه في السطور وطفق يقرأ بهمس خفيف ما كتبه الفقيد، شهيد التراب و الحرف المبين :
---- انه وحي السفر الذي يبتهل قدرا اسود مجتث البيان بعنف أقنعة من عبثوا بالتاريخ ، و امنوا برسالة الخلف لتسديد دين يثقل كاهلهم كي يمنعهم نهاية و تحت طائلة خيبة اليأس و نشدان فجوة الامل الطريدة ، من أن يضعوا التاريخ تاريخ الزفرة الأولى للتشريح ...لا احد ينبئ عما هو عليه صمت الجسد المغلول، و الحس المشلول، و الضمير المقتول،مما قد يمنحنا من قراءة شاذة ، و لئن ، فإنها ترقص فوق حبل الرجاء ، للظل المتكسر أمام كائنات المسير غير عكازة من هشيم الريح .، تصفر للحشد الصقيع ، حديث الأنبياء العائدين إلى تلمس إعاقة التاريخ النفسية التي بانهياره انهارت هوية الأوطان.
وما الوطن ؟؟؟
انه باختصار الرياضيين ، معتقل وهمي قاتل، تصرح و تمدد بوهج إرادة من هدم الصوامع ، و أغلق المساجد ، و نظم ثقافة الفوضى حربا يخوضها الجميع ضد الجميع في وطن مصمم، اذ يبرمج خلف نداءات الشيطان المتكررة ،صناعة المصير المفتت رقا و عبودية .
حقا و يقينا، ضاع التاريخ و معه القراءة السوية للاعتبار بكاريزمية الرموز التي لم يمتصها ثقب الذاكرة الأسود...و إن تكلس وجدان الجميع سفالة انويه مضخمة ،فلم نرانا الخواء الذي يضايق جحيم الصور التي تفقد هوية الحضور لكي تقرأ عن كثب : ميثاق اعتراف بالآدمية بالكرامة الإنسانية و شجب أحقاد الحيوانية التي صرنا عليها قيما موجهة إلى الإقصاء و الإلغاء ؟؟؟ ...
أين التاريخ الذي استبدلناه بالعرافة الملعونة ، و اخترنا قراءتها على لسان قد اجتث قدرا كي لا يقرأ التاريخ فصيحا..
إننا إجمالا ،هذا الوعي الأسود الذي لا يفهم أصول الجدل إلا بما أحلوه فتوى دموية تمقصل كل الملل ...كل النحل..كل المذاهب، و تكفر كل المرجعيات على اختلاف ألوانها ، كم يضيق الوطن بأهله حينما تتفتق صراعات التطور و النشوء .. و يبقى السفر أمامها يمسخ تهجيرا و رفضا و إلغاء وضربا بصفح لقبول الاختلاف.....
إننا جمود الفكر في اللحظات العابرة بكل الشعارات التي تزحف صامتة .. ،فتهيئ المناخ الذي منه اخالني مرآتك الصقيلة التي لا تهمل تفاصيل الأجزاء الدقيقة ... فلم أنت جاد إيحاء على تهشيمي ...على توريطي بقتلك أو قتلي ؟؟
حيث تكون جادا على شق الطريق المعاكس الذي لا يؤدي إلا إلى بؤرة الانقراض....أنا حينها لغتك الأولى التي جعلتها كأسفار العهد القديم سيان و الجديد ممسوخة هجينة...
أنت من أبعدتها بإرهابك و رهابك عن حكمة المعرفة لتسقط مكرهة على إيقاع الرق الأبيض تارة ، وفي دعارة خطاب الرقص و الاغتراب تارة أخرى ...
ذلك التاريخ ، تلك القراءة و اللغة الجليلة ، إنما أنا مشيمتها الممزق سديمها بمديتك الصدئة، فأنت من كررت فعل عقر ناقة صالح ..
عبثا أيها الغربي الجائع أن تستقيم لديك لعبة تأليب أخي العربي باسم حقوق الإنسان، و كرامة الثورة العربية الحرة طاعة للمقدس المشترك.. انك الأذكى مادمت بمعزل من الإطار إلا صورتك التي لا تبتل إن انعكست على صفحة الماء الآسن الذي تخلف عن مجاراة ركب الوادي المجفف إلا من دموع يردد صداه و طاو عاصب الفكر مرمد .. ....
أيها العربي العربي أيها المسلم الاممي... أنا كل نذبك التي ارتسمت خريطة حلم و ضياع... ،فمهما يعيد التاريخ نفسه زورا و بهتانا فلا محالة أنه سيكشف عجز الإنسان عن التعلم من التجارب التي مرت معه كيف يتسيد في أرضه إنسانا حرا...
لذا لإتصنع الجميل للشيطان كيلا يمنحك الجحيم مكافأة...و احرص كل الحرص على أن تتشبع بالحكمة التي بحث عنها الأوائل بقناديل مضيئة إثناء كبد النهار ..كن أنت السفر في طريق .. طريق أنت بين معالمها تحاول الاهتداء إلى حيث مشاعية الفضيلة ..----
---- تبا .. تبا للشيطان : صاح قائلا
و من رذاذ الصوت المنتشر في الفضاء.. تشكل الراوي متسائلا :
--- ماذا لو قرأ تلك السطور في اللحظة التي تم فيها اعتقال ذلك المواطن الأعزل إلا من كتاب.. هل كانت الحروف المعتلة تسعفه كي تستنهض من أفكار التشدد روح الإنسانية النبيلة مادامت فطرته الأولى في الحب و السلام..؟؟؟...
عند باب المطار فتح هاتفه الخلوي عن رسالة نصيه.. فك شفرتها ليعاود السفر إلى أفغانستان ...
في سلة القمامة البلاستيكية، ألقى بالكتاب مرددا :
--- لو طبقت الدولة قواعد الألواح حتى ، لتحققت عدالة توزيع الثروة و لكان المواطن على قدر عال من الوطنية التي بفضلها تمنح الوطن الحصانة و المناعة....قوانين تتناسخ و دساتير تستنسخ على غير مقاسنا .. هههه
ضحك و اندس بين الجموع...
---- إلى أين ؟؟؟....
و لقصة الموت أجساد محتارة على جسور أخرى منهارة ...
محمد القصبي
27/12/2018
اخريبكة
المغرب الاقصى
No comments:
Post a Comment