ظلال الحلم
بقلم/هيام رضوان
عندما كنت صغيرة لم أبلغ الخامسة من عمري سمعت مناديا فى الشارع الذى اسكن فيه ينادى بأعلى صوته
"تعالوا إلي "
" هنا تباع الأحلام"
فأسرعت إلى غرفتي وجمعت كل النقود التى جمعتها من أقاربي فى إحتفالات العيد وخرجت مسرعة فى إتجاه الباب للخروج من المنزل و اللحاق ببائع الأحلام ،ولكن جدتي اوقفتنى سائلة
إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الصغيرة؟
كان جوابي
سأذهب إلى بائع الأحلام و أشترى كل الأحلام التى أتمناها
ردت جدتي ضاحكة
يا طفلتي الجميلة الأحلام لا تُشترى و لا تُباع
الأحلام تصنعها العقول الواعية التى تُحسن إختيار الهدف والوقت
و تُدرك أن كل ما حولنا كان حلم ذات يوم وأصبح حقيقة، لان أصحاب هذه الأحلام أمنوا بها و رسموها على جدران أرواحهم لوحات من نور تهديهُم فى عتمة الطريق و تحميهم من ذئاب الغدر و ثعالب المكر
الأحلام يا صغيرتي تصنعها القلوب الرابطة فى معية خالقها المؤمنة بقضاءالله و قدره ،القلوب التي تسْترشد بمصابيح الإنسانية،
فمهما كانت الأحلام كبيرة يا طفلتي غير أنها تُولد صغيرة وتكبر معنا فلا يوجد حلم يتحقق بين ليلة وضحاها و إلا وكان گزبد البحر لا يلبث أن يصبح هباءً منثورا
، فكم من غني أمتلك كل شيء فما كان منه إلا أن حلم برشفة عشق تروى عطش قلبه بعد أن غرق فى دوامة الحياة والمادة ليجد نفسه محاط بقصور لا تُؤنس وحدته ونفوس تستجدي ماله و سطوته
الأحلام يا طفلتي نستمتع بها عندما نشاركها مع من نحب ، عندما نستمتع بتحقيقها ،نتحكم نحن فيها ،لا أن تتحكم هى فينا.
لا تنتظر ان يحقق أحد أحلامك لانها فى هذا الوقت لن تكون سوى ظلال أحلام غيرك سقطت عليك فشعرت ببريقها ولكن ما أن تغير اتجاهك حتى تتلاشى هذه الظلال.
No comments:
Post a Comment