لا..ج..ئ...ة ...
كان ممن ساهموا في إشعال نار الثورة الحمراء التي عصفت بالبلد و الوالد و ما ولد...الثورة من اجل الكرامة و الديمقراطية الحقة التي بفضلها سيتحقق مبدأ عدالة توزيع الثروة و تكافئ الفرص لشغل مناصب الدولة بدل المتاجرة في كل مرافقها العامة و الخاصة او ما يوازيها من مؤسسات تدار بخطة الامتياز أو التدبير المفوض...
وبفعل غروره الفلسفي الواهي من منطق الحجاج مع تقدير النتائج حق تقديرها ، زعم عهدئذ أن الحروف التي استجمعها من صراعه المعرفي عمرا قد أهلته بأن يكون حاملا لمشعل الإصلاح المستمدة مراجعه ممن دسوا في مصادرهم العلمية سموم التخريب و التفتيت و التغريب ... ككتب الألوان المقدسة : الكتاب الأحمر / الأخضر../ الأصفر .. مما معه سيكون قادرا أن يمنح للتاريخ غضبه الحارقة براكينه نصرة للحضارة التي سرقت و الحداثة التي تبلدت رقمياتها في أبجديات عقيمة لا تستثمر إلا في ثقافة الشكل الأسفل حضيضا و من ثمة ، كان ميلاد الكتاب كتابه الذي أنجزه لهذه الغاية ،إذ تتمركز في سطوره كل نظريات التمرد و العصيان .. و مخططات سرية أخرى دخيلة .. مقتبسة أو موردة تروم الوفاء بالغرض هدف الهدم.. التفكيك و البناء... و أي بناء و قد تجذر الجهل في بهائم الثغاء.. و انكسر في حمم الأسئلة الجافة سحبها..
فبعد تحقق الأمل أمل فهم اللعبة التي تقبع في ضريح المتاهة المنيعة ،انبثق من مؤتفكات العمران الإسمنتي المتطاول عنان السماء، السؤال الجريح الدامع الحسير عن دور الوعي ليمارس دوره في التحرير بدل التقوقع في أطلال هبل و اجترار أساطير أهل اللات العزى و منات الثالثة ...أسيفا يرسف محنطا في مكعبات الجليد ، نهض نفس السؤال يتيما يطارده في عوالم الجهل و الغباء أيقونة موت رجيم :
--- هل الدكتورة كدرجة علمية فخرية قادرة على استلهام مبادئ الثورة التي أصلتها تجارب من سبقوه في أمم أخرى مثيلة ؟؟؟ ...
أما زال تشي غيفارا يحيا عمقه رمزا للحرية و العدالة الاممية ،فيمده رغم اليأس ،بكل ما من شانه آن يؤجج في دواخله أسباب الثورة المجيدة ؟؟؟...
تحقق الطموح بانفجار الجموع الثائرة الهائجة المائجة الهادرة صيحاتها .... فكل شعاراتها موحدة إذ فقط تطالب بالاصطلاح الشامل مع ضرورة تحديث بنيات الدولة ، و العمل على رفع اقتصاد الريع من منظومة التداول الاقتصادي اليومي أما هو فيومها كان يجوب الشوارع بمعية شلة من أصدقائه بشفاه متحجرة على عبارة ارحل ارحل ... بعد قولة سامح القاسم:
/ النظام الدكتاتوري ، قد يبني التماثيل في الوطن ، لكنه يهدم الإنسان في المواطن/
سرقت الثورة .. رحلت رموز النظام إلى حيث الحياة المجيدة التي أمنتها أيام منعتها السياسية المحصنة سياديا بينما انهدت على حين غرة صروح الوطن في العدل الأمن و السلامة الجسدية ..
لقد رحل الجميع لاجئين يبحثون عن أسباب الحياة دون عتبة الموت.. رحلوا يرتادون الشتات خلف إمام يتقدمهم في سعير المسير أميالا بعد أميال من الرفض و التنكر .. فما تدركه خطاهم حتى يستحيل سرابا يتلاشى في مفازات و أحراش الوطن المضيف الرافض و لو لخيار المساعدة الخيرية حتى .. إلا أن الدكتور صاحب الكتاب الفريد و المتمحور حول سبل صناعة الدولة الحديثة على بنى القيم الديمقراطية و فصول أخرى تناقش نسف أسس حكامة الدين في التشريع و التنظير لهياكل الدولة الرقمية ، كان بأسماله الرثة و شعره المغبر أشعث بين الخيام يبحث عن لقمة خبز تقي ابنه مجاعة الموت الغريب..
يجوب خيمة خيمة يسأل في ذلة وطره .. فإذا بيد نحيلة شاحبة مرتجفة مدت إليه بكسرة يابسة ...يا للهول ...يا لسخرية الأقدار إنها المهندسة أصالة لا زالت على قيد الحياة....يا الله / جمعهما القدر بعد سنين من الغربة ... بصوت مرتعش سأل المنظر الحكيم :
--- أين بقية الأبناء؟؟؟...أين...؟؟؟ أصالة... مهندسة أصالة يا أصالة...
لقد فقدت زوجته ملكة الكلام جراء ما قاسته من أهوال و فقد لما تبقى من أبنائها فضلا عن وقائع اغتصابها الجماعي من قبل ميليشيات مرتزقة في كل محطة من فواصل التهجير القسري...
جثمت على ركبتيها كليلة متعبة و كتبت بسبابتها على أديم الرمال الحارقة ما خلد في كتب الفكر: ---العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة---- كم كنا غرباء جهلا في وطن لم تحميه ثقافتنا أيها الخائن...و أنا مثلك ..عاهرة الثورة أمسيت...ها قد سقط اسمي .. سقطت هويتي ..ضاع وطني ... أنا الآن لاجئة ...لاجئة /لا..ج.. ئ .. ة ............و انصرفت كسيرة الخطى بين المضارب تحك رأسها المكشوف ...
لكي يدرك الخدعة كان عليه أن يضحي بالوطن و الأسرة ليقف على قولة احد العظماء منهارا اعزلا : ---
لماذا أيها النفط العربي جئت بديلاً عن الإنسان العربي؟ لماذا جئت بهذه الضخامة والقوة والانتصارات وجاء الإنسان العربي بهذه الضآلة والعجز والهزائم؟---..
بينما في سياق المخالفة أدرك ان خنازير النفط هي من كانت عميلة لتفتيت الأمة ... و التاريخ انما هو النار المقدسة التي تطهر الفطرة من الضياع لا محالة ..فقط النار ..من ستبخر كل القبور الصامتة، مكعبات الجليد المتحركة...
محمد القصبي
125/12/2018
اخريبكة
المغرب الاقصى
No comments:
Post a Comment