خواطر النسيان
***
ماءُ الغَمام تســـاقطت حباتَه *** برَّداً تناثر لؤلؤ العينــــــــــان
تبكي بكاء الطفل حال فِطامهُ *** لا إنس يبكي مثلَهـــا أو جان
وبدون هناتٍ وصــوت تأوهٍ *** الدمعُ يجــــري مغرقَ الخدان
الصـمت داءٌ والبلية شـرُها *** ضحكات حزنٍ تظهر الأسـنان
عجبٌ عجابٌ أدمٌ سلســـــالَه *** ينسى ســـريعاً أنَهُ إنســــــان
لا يرتضي قَدَرَ القدير كأنمــا *** لا خيرَ فيما كانَ بالإمكـــان
يرجو قطـافاً للنجوم بأذرعٍ *** ويَمُد عشْـــراً من صغيرِ بنان
أضغاثُ حُلـــمٍ زارهُ بمنامهِ *** ألبســـــــهُ ثوباً ناعم الخيطان
وأفاق منتشــياً تمطى ناعِساً *** هل كان يملك للزمانِ مكــان
عافاهُ ربي فإجتباهُ بصــحةٍ *** وأتاهُ عقـــــــــــلاً نابهاً وبيان
وبكلِ علمٍ نافعٌ أترابــــــــهُ *** بات الأحبةِ يعشــــقوهُ لســان
قالت لهُ الدعجاءُ مَرْحَى إنني *** حلمٌ بليـــلٍ داعب الأركان
فأمال جذعاً والهزيع أواخر *** ودَنا لطــيرٍ حطَ بالأغصان
إن الأيائكَ بالشـجيراتِ التي*** كانت ضــجيجاً يَعْتَلي أفنان
الحبُ مأمولٌ بآخـرِ عُمرِهِ *** والصَبُ مطمورٌ إلى الأذقان
آهٍ وآهٍ ألفُ آهِ بَعْــــــــدَها *** وأعدَّ قلبـــــــاً بالهوى مزدان
وأناخَ كهلاً سـاكِناً أضلاعهُ *** وبنى قصوراً للجمـالِ الآن
مدت يميناً بالغرامِ تصـافُحاً *** خفرٌ خجولٌ وإسـمها إيمان
فتلعثمت لغة الخَطاب بصاحبي *** قال إمنحيني شـربةً ظمآن
يرجو حلالاً حســـــبما هو قائلٌ *** إنَّ التحايل عنده إدمان
فأتاهُ ردٌ من زمـــــــان بداوةً *** باءت بفشــلٍ غابرَ الأزمان
قالت أبانا رافضٌ مطلوبكـــم *** فدَعْ الرهينة تنسجُ الأحزان
فمضى بعكسٍ للمسـار مخافةً *** أن يســتبيح محارم الأديان
فتســـللت ليلاً لصــــبٍ دونهُ *** لتعيد نظمَِ خواطر النســيان
***
عادل شاكر
No comments:
Post a Comment