Sunday, July 8, 2018

خواطرُ النسيانِ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عادل شاكر

خواطر النسيان
***
ماءُ الغَمام تســـاقطت حباتَه *** برَّداً تناثر لؤلؤ العينــــــــــان

تبكي بكاء الطفل حال فِطامهُ *** لا إنس يبكي مثلَهـــا أو جان

وبدون هناتٍ وصــوت تأوهٍ *** الدمعُ يجــــري مغرقَ الخدان

الصـمت داءٌ والبلية شـرُها *** ضحكات حزنٍ تظهر الأسـنان

عجبٌ عجابٌ أدمٌ سلســـــالَه *** ينسى ســـريعاً أنَهُ إنســــــان

لا يرتضي قَدَرَ القدير كأنمــا *** لا خيرَ فيما كانَ بالإمكـــان

يرجو قطـافاً للنجوم بأذرعٍ *** ويَمُد عشْـــراً من صغيرِ بنان

أضغاثُ حُلـــمٍ زارهُ بمنامهِ *** ألبســـــــهُ ثوباً ناعم الخيطان

وأفاق منتشــياً تمطى ناعِساً *** هل كان يملك للزمانِ مكــان

عافاهُ ربي فإجتباهُ بصــحةٍ *** وأتاهُ عقـــــــــــلاً نابهاً وبيان

وبكلِ علمٍ نافعٌ أترابــــــــهُ *** بات الأحبةِ يعشــــقوهُ لســان

قالت لهُ الدعجاءُ مَرْحَى إنني *** حلمٌ بليـــلٍ داعب الأركان

فأمال جذعاً والهزيع أواخر *** ودَنا لطــيرٍ حطَ بالأغصان

إن الأيائكَ بالشـجيراتِ التي*** كانت ضــجيجاً يَعْتَلي أفنان

الحبُ مأمولٌ بآخـرِ عُمرِهِ *** والصَبُ مطمورٌ إلى الأذقان

آهٍ وآهٍ ألفُ آهِ بَعْــــــــدَها *** وأعدَّ قلبـــــــاً بالهوى مزدان

وأناخَ كهلاً سـاكِناً أضلاعهُ *** وبنى قصوراً للجمـالِ الآن

مدت يميناً بالغرامِ تصـافُحاً *** خفرٌ خجولٌ وإسـمها إيمان

فتلعثمت لغة الخَطاب بصاحبي *** قال إمنحيني شـربةً ظمآن

يرجو حلالاً حســـــبما هو قائلٌ *** إنَّ التحايل عنده  إدمان

فأتاهُ ردٌ من زمـــــــان بداوةً *** باءت بفشــلٍ غابرَ الأزمان

قالت أبانا رافضٌ مطلوبكـــم *** فدَعْ الرهينة تنسجُ الأحزان

فمضى بعكسٍ للمسـار مخافةً *** أن يســتبيح محارم الأديان

فتســـللت ليلاً لصــــبٍ دونهُ *** لتعيد نظمَِ خواطر النســيان
***

عادل شاكر

No comments:

Post a Comment