وقفة مع الذات :
ٱلتحفتُ الظلامَ ، وركبتُ صهوةَ الليل : ساريًا أتتبعُ أثر برقٍ خلَّبٍ لأحطَّ بعدَ ضياعٍ في بلقَعٍ مزاجهُ حنظلٌ
ولحاؤة سرابٌ ، وها عواصفُ الوجع تحاصرُ بقايا روحٍ تتخبطُ في شراكِ الهزيمةِ ، وتنتفُ آخرَ قوادمِ - نسرٍ فقير- أضرَّ بها الوهنُ فجرفتهُ أنواءُ الأقدارِ إلى قيعانٍ مهملةٍ تناوشهُ فيها ثعالبٌ يملؤُها القرادُ وتركبُ ظهره بغاثٌ طيرٍ متطفلة .
وإذ كان يمسحُ الآفاقَ بنظراتٍ مازالت حادةً ، يهتزُّ الجبلُ لصدى صوتٍ يصيحُ : « تفرقوا يا غجر الغابةِ ، أنسيتمْ أنَّه سيِّدُ الأجواءِ ، وأن لحمَهُ مرٌّ ؟ »
وتُسْتَنْفرُ القشاعمُ للصوت، لتحطّ حولهُ حزينةً ولكنها صارمة ، وبلا ترددٍ تتقاسمهُ إربًا ، وتحلقُ عاليا لتدفنَه بكل احترام في الأجواء البعيدة ، أجواء تليق بكبرياء النسور عملًا بوصايا أسلافهم.....وصايا مفادُهَا :
النُّسورُ لن تأْكُلها الثعالبُ .
_____ _________________هارون قراوة
No comments:
Post a Comment