Monday, July 2, 2018

رياح الصمت ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / لندة مرابطين

ريّاح الصّمت
كَمْ يجب أن ندفع ثمناً لدائرة الرّحى التي تدور حولنا؟؟
انطلق يا ظلّي فأنت حرّ.. حرّ.. حرّ..
قبل المغيب سقطت قذيفة على تلّة قرية صغيرة تقع بين ضواحي المَشرِق، امتدّت النّيران طيلة صمت اللّيل تلتهم فرح القلب، زَحَف الرُّعب يُطفئ نور العيون، تسرّبت العدوى لتشوِّه ملامح المكان، تدفن ما خلّفه الجِيَاع من رماد..
تعالى صدى الرّحيل مع شروق الشّمس، حزم ما تبقّى من حياة، حفنة من التراب وجذور الزيتون...آخر سكرات الموت، الوجهة ناحية بوّابة الأمل..
كانت الخطوات متثاقلة بالكاد تسمع ضجيجاً، بَيْن لسعات الحشرات ودفء الطبيعة مسافات غائبة عن الوعي، ورائحة العشب عطشى لنزيف السّماء، امتزج نور الدُّجى مع سيول الشلّالات، توقّفت الدُّروب على هامش الضّياع، شردت الأيّام حدود الأسلاك الشّائكة، شبّت الفصول تشتهي أكاليل الورد وكسوة من غزل الأحلام.. 
مضى الوقت يبحث عن رُقعة مرسومة بِسَيْل الحِبْر ودَنْدَنْة الأمّ لطِفلِها الرّضيع دونَ غَدْر:
- رائِحتُك حُلوة يا قرَّةَ العين...
- قُبُلاتُك كالشّهْد يا عُمري...
- لا تبكي...أنت الرّجل الّذي أنتظره منذ زمن بعيد... 
مَن يُحرِّك رياح الصّمت؟؟
لندة مرابطين

No comments:

Post a Comment