شكرا للعم مارك ولذاكرة الفيس الرائعة التي أعادت نشر قصتي القديمة.
--------------------------------------------------------
قصة قصيرة
صديقتي الكندية
يا إلهي كم كنتُ غشيماً حد السّذاجة !!.
إذ أوقعتني بأسرِ حُبِّها الفيسبوكي بسهولة ،ونحن تفصل بيننا الصحارى، والمحيطات .
في البداية كان إعجابٌ ،وتعليقاتٌ دَسِمةٌ بلغةٍ ركيكةٍ، توَشِّح بها قصائدي . وكنتُ بطبيعة الحال أردُّ بأحسن من تعليقاتها. إلى أن فاجأتني عند بريدي الخاص ذات مساء.
حينها مرَّ الوقتُ سريعاً ،لم أنتبه إلاّ والساعة تشير إلى الرابعة فجرا.
توالتِ اللقاءات الطويلة. تحولتْ إلى تبادلٍ للمشاعر ،والعواطف الجميلة ،و الصور الشخصية . هي لم تبخلْ عليَّ بأجمل اللقطات ، في حين كنتُ أرسل لها صوري وأنا بين طفليّ الصغيرين. فاجاتني ذات مرة:
- هل يمكن أن نلتقي ؟.
-كيف؟
وأشارت إلى بلد مجاور . اعتذرتُ بعدم قدرتي المادية على السفر.
قالت فورا : لا تقلق ،سأبعث لك ما تحتاجه.
يا إلهي ما الداعي لتأتي من كندا لتلتقي بي في البلد المجاور!!! هذا السؤالُ أرّقني كثيراً، فأنا لستُ بالشّاب الصغير .فضلا عن ذلك إن زوجتي ابنة عمي، ولدي منها ولدان جميلان وهي تعلم بذلك.
في اللقاء الماسنجري التالي سألتها: اسمك جميل جدا ، هل أنتِ مسلمة؟.
قالت: وماالذي يهمك من ذلك؟ أنا لست كنديةً بالأصل، أصولي عراقية، هاجرَ والداي إلى إسرائيل، ومنها هاجرنا إلى كندا، وأرغب في صداقتك كونك عراقيا مثلي.
المفاجأة أذهلتني ، غاب عن وعيي كيف يكون تصرفي اتجاهها ؟.هل كانت صادقةَ النوايا؟ أم كانت ترمي إلى هدف آخر ؟ والهدف الآخر كان حسب ظني ، أنها تريد أن تصنعَ مني جاسوساً لإسرائيل لا سمح الله!! المهم أنني أسرعتُ بحظرها فورا.
بعد إسبوع طلبتْ صداقتي باسم آخر . وفور موافقتي ، جاءتني على البريد الخاص:
- يالك من غبي . لقد فوّتَ على نفسك فرصةً ذهبيةً، لتكون اسماً لامعاً بين الاسماء الكبيرة في بلدك.
كدتُ أن أحطِّم الحاسوبَ من فرط ألمي وغيظي.
قمتُ بحظرها مجدداً.
بعد ساعةٍ إتصلَ بي ابنُ عمي هشام .وبعد التحية والسؤال عن الأهل، انفجر ضاحكاً: ابن عمي العزيز هنيئا لك ،لقد بلعتَ الطُعمَ ها...ها... ها...أناصديقتك اليهودية.
قلتُ مندهشاً : يا ملــــــــــــــــــعون!! ومن أين لك هذه الصور الجميلة التي كنتَ تبعثها لي؟
قال ضاحكاً : الذي يعيش في كندا من سنين ، هل يصعب عليه الحصولُ على مثل هذه الصور ابنَ عمي العزيز ؟!
أسرعتُ بقطع الإتصال معه ،وأنا أتميّز غيظا.
----------------
مجيد الزبيدي
تموز-2013
No comments:
Post a Comment