وقفة وأواصل:
عنقاء- أنت - يا دجى الغسق : انتظرك بلهفة كلما
تقايأتني حانات القلق الهادر في زوايا -الأنا - الثائر
تحملني فوق جناحيك لأنفلت - شاردة- من أحضان
زمن البؤس والعفن..... زمن الرطوبة والإختناق.....
انتظرك- يا عنقائي - على حافة وجعي لنرحل حيث
يتلاشى الحاضر مخروطيا ، وأحط الرحال فوق الربوة المنسية ، وكلي لهفة لإذابة العسل المتجمد بين تجاعيد الأيام الهرمة ،ومسح الدمع الذي تحجر في عيون الزوايا التي كانت ذات- عمر- مرتعا لكرز الشفاه الخائفة.....
أيتها العنقاء : خذيني ، فقد اشتقت لواد غير ذي زرع ،وعمة في سفح الجبل قطعتُ رحما لي معها.... اشتقت الى من اقسم - الرحمن- بها.... كنت تحتها انتظر... وانتظر.... لقد كنا بجعا بريئا نهيم بالقمم ، ولا تغرينا السفوح.
أيتها الغزالة غادري فانا مشتاق الى ينابيع الدفء واسرة الانامل المرتجفة......
بعد لأي حطت العنقاء بجواري ، وتنهدت قائلة :« آسفة - سيدي- لقد ألغيت الرحلة..... رحلتك....قلبك
لم يعد ينبض ، وآن لك ان تترجل »
قالت هذا ثم طارت من عيني..... لم أعقب ، وانكفأت راجعا واسفلت الطريق تحت نعلي ينتشي بقهقهات
السكارى.... وآهات البغايا.... حينها فقط احسست بان الكثير من الأشياء في داخلي....تموت ، وأن أبا البقاء
مازال يذكر بأن :« ............. فلا يغر بطيب العيش إنسان.... »
Haroune.
No comments:
Post a Comment