مرت سنوات طوال
وأنا أبكي الأطلال
أخاطب صغارا في سني
تجاوزوا الستين
وما زالوا صغارا
خطفوا سنوات عمري
بين مد و جزر
يوم كنت في المهد
يوم تجرعت لقاح الصبر
يوم سجنت داخل الحي
ألعب لعبة ( الغميضة )
يوم قرأت في أول صف
قصة غريبة عجيبة
علي بابا والأربعين حرامي
حتى صرت كهلا
أطارد الخوف
خوفا من الخوف
تعاقبوا على قدري
سنوات طوال
وما زالوا صغارا
يتطاولون على كل شئ
كي يزدادوا طولا
نحن بالنسبة لهم
مجرد دمى متحركة
بيادق في رقعة سطرنج
يستعملوننا عند الحاجة
لقضاء الحاجة
ليكونوا كبارا
لكن بالرغم من هذا وذاك
لا زالوا صغارا
يعشقون الدريهمات
الكريمات
الليالي الحمراء
والأكل على الطريقة اليابانية
لكنهم فارغون
كبطاريات الهواتف الصينية
مصابون بمرض واحد
فيروس قاتل
حب الأنا
التملك
السلطة والتسلط
فمتى يكبرون
متى يعلمون أنهم تجاوزا الستين
ولا زالوا صغارا
توفيق بومدين
No comments:
Post a Comment