Tuesday, July 10, 2018

سيدي حسنين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أحمد سيد طه

سيدي حسنين
عندما يحضر لزيارتنا كل عام في العطلة الصيفية.. كنا نحمله على كفوف الراحة.. فقد تعدى عمره المائة.. أبي تنتابه بعض الخواطر القلقة.. يقول لي لا تغضبي جدك أو  ترهقيه في جدالك العقيم.. حول حقوق المرأة.. و يقول لأختي التي تصغرني بعامين.. هوني على جدك فترة مكوثه معنا.. فلا تناقشيه فيما يبديه حول العادات و التقاليد الموروثة.. و يقول لأختي الصغرى أخر عنقود العائلة.. عليك أن تلتزمي الصمت تماما.. و لا تتشدقي بالعلكة أمامه حتى لا يطردك من حضرته.. و يصيبني منه مزيدا من التقريع  على أن ذريتي كلها بنات.. طالبا مني أن أتزوج بأخرى على أمكم.. تنجب لي رجال يحملون اسمي بعد مماتي.. كنا نحب جدنا رغم تلك المحاذير حبا جما ليس لشيء إلا لكونه إنسانا طيبا و حنون.. هذا العام انتظرناه طويلا.. فلم يحضر.. و جاء تلغراف يخبرنا في كلمات قليلة.. انه يحتضر و على والدي سرعة الحضور.
أحمد سيد طه

No comments:

Post a Comment