Thursday, May 28, 2020

قراءة تحليلية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أكثم جهاد

قراءة تحليلية بقلمي: أكثم جهاد للومضة القصصية (خيبة) للكاتب الأستاذ: عبد الله صادق هراش.
=======النص(ومضة قصصيّة)========
خيبة
قدّسوا قدراته؛ تبدّدت آمالهم.
بقلم: عبد الله صادق هرّاش /اليمن.
==============================
تصديقاً لقول رسول الله صلّ الله عايه وسلم (من كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
وعليه فإن الآمال دائماً من الله تعالى، أمّا ما دونه فهم أضعف من أن يحققوا الآمال لأنهم بشرٌ مثلنا، فما كُتب عليهم كُتب علينا، وما قُدّر لنا قدّر عليهم، وكلّ ذلك بأمره جلّ جلاله.
-العنوان:
خيبة: مقتاح الومضة ورمز دلالتها، بمعنى فشل، إخفاق، وعدم تحقيق الهدف المنشود.
فنقول: (جاء يجرّ أذيال الخيبة).
وفي النص هي الحدث الرئيس لفعل حصل وتمّ (السبب) لانتهاء وقت الفعل وبالتالي انتظار نتيجة الحدث.
-التحليل الأدبي والفني:
(قدّسوا قدراته) هذه الجملة الخبرية لها دلالات عظيمة، وهي ملموسة في وقتنا الحاضر عند أغلب الشعوب لمعظم الحكّام وولاة الأمور والمدراء والمسؤولين في شتى مناحي الحياة، فالتقدير والاحترام لشخص ما بغض النظر عن موقعه ومنصبه العلمي والأدبي أو السياسي والمهني فلا ضير في ذلك، لكن أن يتحول الأمر إلى قداسة مبالغ فيها فتلك الطامة الكبرى، فالإنسان يبقى إنسان مهما وصل من درجة أو مقام عالٍ، في النهاية سيندثر كباقي البشر وذلك لعجزه عن التّحلي بصفة الخلود، وهذا هو الضعف الحقيقي الذي فُطرنا عليه (الموت).
فإذاً كل المخلوقات منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة متساوية جميعاً في هذا الحدث الجلل (الموت) فالكل فانٍ ولا باقٍ غير وجهه الكريم.
وعليه فهل يستحق هذا المخلوق صفة القداسة التي هي لله وحده دون غيره، من لم يستطع أن ينجّي نفسه من الموت هل تُعقد عليه آمالاً؟ لدرجة أن ننافق له، ونقترف كل المحظورات ونتجاوز الخطوط الحمراء دون الاكتراث لعواقب أفعالنا، هل يستحق هذا البشريّ كل ذلك وفي سبيله هو لا في سبيل الله؟ وهل هو أهلٌ لذلك وعلى قدرٍ من الحنكة والذّكاء والقوة الخارقة لتحقيق آمالنا اللامحدودة حتماً...فإن كان به خيراً سيحقق ما أمكنه ضمن إمكاناته المحدودة لا أكثر، وإن كان لا يُرجى منه فائدة فحتماً لن يكترث بعدما وصل لمبتغاه.
(تبدّدت آمالهم) هنا تكمن القفلة المدهشة غير المتوقعة والصادمة للعقول والفاجعة للقلوب، لقد تبدّدت آمالهم...تشبيه رائع وهذه النتيجة الحتمية للحدث (الخيبة) فالآمال كالغيوم فإن حان وقت المطر تتكاثف الغيوم على بعضها وبالتالي هطول الغيث، وإن تبدّد الغيم يبقى الجفاف (النتيجة الفعلية للآمال المنتظرة).
وهذا هو الواقع الذي يحدث دائماً، فمن يُلقي شباكه في بركة جافة فماذا سيجني غير السراب؛ وبالتالي سيعود وهو يجرّ خلفه أذيال الخيبة.
ومضة عميقة، مكثفة، مباغتة، ذات مدلول بياني هام فيها العبرة والنزعة الإيمانية واختباراً للعقيدة السليمة.
تحيتي وتقديري للكاتب عبدالله صادق هراش وكل الأمنيات بالتوفيق في أعماله القادمة.

قراءة وتحليل: أكثم جهاد/الأردن

No comments:

Post a Comment