Saturday, May 2, 2020

الرد على قصيدة الشاعر نزار قباني ... بقلم الشاعر المبدع الدكتور / عقيل درويش

ومضى ٢٢ سنة على رحيل أستاذي و لا أجد لقبا اصفه به سوى أنه نزار قباني
رحم الله فقيدنا الكبير و غفر له
بعد عقود على قصيدته هل تسمحون لي
كتبت ردا عليها اترككم  قصيدته  ثم نصي
*** هل تسمحون لي ****

هل تسمحون لي
أن أربي أطفالي كما أريد، وألا تملوا علي اهواءكم واوامركم؟

هل تسمحون لي
ان اعلم اطفالي ان الدين لله اولا، وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟
هل تسمحون لي
ان اعلم صغيرتي ان الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وامانة وصدق،
قبل ان اعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟

هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي ان الله محبة، وانها تستطيع ان تحاوره وتسأله ما تشاء،
بعيدا عن تعاليم أي أحد؟
هل تسمحون لي
الا اذكر عذاب القبر لاولادي، الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟
هل تسمحون لي
ان اعلم ابنتي اصول الدين وادبه واخلاقه، قبل ان افرض عليها الحجاب؟
هل تسمحون لي
أن أقول لابني الشاب ان ايذاء الناس وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم،
هو ذنب كبير عند الله؟
هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها
انفع واهم عند الله من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب دون تدبر معانيها؟

هل تسمحون لي
ان اعلم ابني أن الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ
بنزاهته وامانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟

هل تسمحون لي
ان اقول لابنتي ان صديقتها المسيحية ليست كافرة،
والا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟
هل تسمحون لي
ان اقول، إن الله حرم قتل النفس البشرية، وإن من قتل نفسا بغير حق
كأنما قتل الناس جميعا

نزار قباني
  *** هل تسمح لي ***

يا ابنَ العروبةِ
و شاعرَنا نزارْ
هل تسمحُ لي يا سيدي
أنْ أقرأَ لك موجزَ الأخبارْ
فقد تغيرَ الحالُ
باختصارْ
عكس ما تمنيتَ
كانَ المسارْ
قدْ فقدَ العربُ
كلَّ قرارْ

يا سيدي
مازالَ الغربُ
صاحبَ الأمرِ
و زادَ عليهِ
أن  يبطشَ فينا الجارْ

قدْ عرفنا الموتَ الآنَ جيدًا
و عذبنا بعذابِ القبرِ
رأينا الغدرَ
و التمسنا له الأعذارْ
رأينا الظهرَ مع فلقِ الفجرِ
و المغربَ قبلَ العصرِ
رأينا داعشَ
أتصدقُ ذلك
قد رفعوا يا سيدي
راياتِ النصرِ
وأعلنوا النذيرَ يا نزارْ
أتصدقُ
أن مدننا أصبحتِ الآنَ
محررةً من الإعمارْ
قد باتتْ أكوامًا
من الأحجارْ
حضارةَ تدمرَ فجروها
باتتْ أعاصيرَ من الغبارْ
و القبورَ حرروها
من قداستِها و نبشوها
فعل لم يفعله الفجار

هل تسمحُ لي أن أخبركَ
لم يعدِ الدينُ موجودًا
عدنا إلى الجاهليةِ
عادتْ القبائلُ
و الغزواتُ
عادَ عصرُ الصعاليكِ
و الأشرارْ
لم يعدْ عندنا شيءٌ اسمه كفرٌ
فجميعنا نتحدثُ باسم اللهِ
و نرتكبُ المجازرَ
باسمِ الكفارْ

هل تسمحُ لي يا نزارْ
لَقَدْ استطعْنا حلَّ
معضلةِ الحلالِ و الحرامْ
لم يعدِ الحرامُ موجودًا بيننا
لقد أُحلَّ لنا كل شيءٍ نريدهُ
الدمُ حلالٌ و مباحٌ بأيِّ وقتٍ
لم يعدْ هناكَ حقٌّ و باطلٌ
لنماطلْ
و لم يعدْ هناكَ أسرارْ
نجاهرُ بالخيانةِ
و ننبذُ الوفاءَ
أعتقنا المساواةَ
و استعبدنا العروبةَ
في كلِّ الأقطارْ

هلْ تسمح لي يا نزارْ
أن أقرأ النشرةَ الجويةَ
نشتاقُ الليلَ
السمرَ و القمرَ
و أيضًا نشتاقُ شمسَ النهارْ
نشتاقُ الثمرَ و الشجرَ
نشتاقُ الجوريَّ و الياسمينَ
و عبقَ الفلّ و الغارْ
نشتاقُ الكنيسةَ و المسجدَ
نشتاقُ كلَّ جامعٍ يجمعُنا
نشتاقُ الطفولةَ
و أطفالُنا لم يعرفوها
نشتاقُ الكلمةَ الحرةَ
و لو كانت مرةً
نشتاقُ النثرَ و الشعرَ
و قصائدَ القبانيِ نزارْ

د.عقيل علاء الدين درويش

No comments:

Post a Comment