(خريف العمر )
هي الصفحاتُ السمرُ تشكو وتألَمُ
مدادُ الجوى والبعدِ فيها مُخضرَمُ
وفيها زهورُ الحبّ إذ ما تَركْتَها
غَدَت كرمادٍ في الهوا لا يُلمْلَمُ
وفيها خريفُ العمرِ خابَت ظُنونُه
وفيها سياطُ الدَّهرِ ما عادَ يَرحَمُ
هي السنواتُ الجَمرُ ضاعَ بريقُها
هي الشائباتُ الشِيبُ صِرنَ تَرَمْرَمُ
ووقعُ خطى الآهاتِ لحنٌ يزينُها
لكلّ لعوبِ القلبِ مَرَّتْ تُسَلِّمُ
وتتركُ جرحاً خلفَها غيرَ آبهٍ
بما تحتَ حدّ السيفِ فتقاً فيؤلَمُ
وانتَ على كلّ الجراحِ سَكينَةً
وانتَ بكلِّ البوحِ صرتَ تلعثَمُ
أيا قلماً جارى الزمانَ بغبطةٍ
وأسرى بحرف في الهوى يتقمقمُ
وما خانَ يوماً في هيامه موثقاً
ولا ذاقَ يوماً ظِلمةً يَتَظلَّمُ
أجَدتَ رسومَ الفكرِ فوقَ سُطورِها
وأحيَيتَ منها ما يشيبُ ويَهرُمُ٠
فلا تبخلنْ بالهمسِ بعد جفافِها
وامطر قِفارَ القلبِ حباً فيبسمُ
------
د٠جاسم الطائي
No comments:
Post a Comment