Thursday, December 19, 2019

سيدة اللغات ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عبد العزيز حنان

سيّدةُ اللغاتِ ......

***************

و كالعَنْقاءِ ؛

مِن تَحْتِ ، تَحْتِ الرّماد ...

تُعْلن الحياةَ ،

ما انقطعتْ ...

تُزيح عُتْمَةَ الليل ..

مهْما اسْتطالَ ،

تَنْتفض قويّة في بهاء ...

تَجَدُّداً ...

عِـزّة ...

لا يُدانيه شُموخ ،

لا تعلو عليه سماء

*******

الخيلُ الحرّة ؛

قد تكْبو ،

من غيرِ انْبِطاحٍ

تَعْثُرُ القدمُ منها ،

ثم بِهِمَّة ،

بجُموحٍ حُـــــــرٍّ ...

تُواصلُ المسير ...

عالية الهِمّة ،

مُنْتصبة الطَّلْعة ...

مُشْرقَة الْهَامة ...

تزهو في كبرياء ....

*******

هي الضّادُ ؛

وحدَها .

مُمْتدّة في كلِّ الأزمنة ...

عميقةٌ جُذورها ...

ضَاربَةٌ في الأرض ...

نَخلة باسِقَة ،

يعْلو جِدْعها ...

وارِفاً ...

ما تَهُزّها الرياح العاتياتُ ،

ما تَنْكسِر لجَهْل حَطّاب ،

ما تُؤْلمها الضّرْبات العاتياتُ .

دائمة الفَيْءِ ...

يَسَّاقَطُ رُطَباً ...

حلْو المذاقِ ،

نَعُمتِ النخلةُ ، الضّادُ ....

و نِعْمَ هو العطاء ....

*******

هي الضّادُ ؛

سَـــلْ عنها الكعبة ،

و المُذَهّباتُ على الأسْتار ...

تُضاهي ،

عُنْفوان البِيدِ ...

تحملها لِكُلّ الأصْقاع ...

قوافلُ العِشق ،

لِمُتونِ الشعر .

سَـــلْ عنها ، عُكاظا ...

و المَرْبد ،

و خِيام الفُحُول ...

ينبعث منها الإلْهام ...

تنطلق منها الأحْكام ...

صادِحاً ،

يُطاوِل عِنان السماء ...

*******

هي الضّادُ ؛

و الرَّبُّ من سَبْعٍ ،

شَرّفَها ...

مِن عَلْيائه ،

ما تَشَرّف به حَرْفٌ ..

قبْلُ .

و بالوَحْيِ المُنَزّلِ ،

مَنازِلَ قُدْسيّة رَفَعها ...

قُرْآنٌ مُعْجِز .

جَبابِرة الفَصاحة ...

أفْحَمهُمْ .

و دُهاةُ البلاغة و العلمِ ،

أدْعَنوا ...

و في مِحْرابها ...

تَبَتّلُوا .

يبْتغون مَلاذاً بِدَوْحَتِها ...

يبتغون تَسامِياً ...

في صومعة بَيَانِها ،

نحو المزيد من الارتقاء ...

*******

هي الضّادُ ؛

سَـــلْ عنها ...،

أُمَراء الشِّعر ...

ذاعَ صِيتُهم ، بكلّ الأصْقاعِ ...

سَـــلْ عنها ...،

أَرْبابَ الْحِـــجَا ...

عُلُومُهم شاهدة ...ـ

رائدة ...

شهادة حَـــقّ ،

رغْـــمَ غِــــلِّ القلوبِ ...

رغْم عداوةِ الأعداِء ...

*******

هي الضّادُ ...؛

تسْتَنْهِض بَنِيها ،

تَدْعو بنيها ،

لِرِياضِها الفَيْحاء ...

لِغِلالِ الثِّمار ،

دَانِية قُطوفُها ...

تَجْأَرُ فيهم بأعْلَى الأعْلَى ...

في ظِـــلالِها ،

شموخُ هاماتِهم ...

و بها ،

بسِحْرها ...

بغِناها الزّاخر ...

بَـحْــــرُ جُــــــودٍ ...

جَـــبَـــــــــــلٌ ،

وحْدها ...تَعْلو بِهم ...

سُمُوّاً نحو العَلْياء .....

------------------------

عبد العزيز حنان

الدار البيضاء في 17/دجنبر 2015

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

No comments:

Post a Comment