ما ضرَّها مِرآتنا أن تَعكِسا...؟
أسئِمْتَ من قبل الأَسى أن تُشمِسا؟
وقرأت أخبار الأُلى عند المسا...!
وأَجَنَّك الليل البهيمُ بِضمَّة
ودنى السحابُ من الجبينِ وعسعسا
وسهرتَ تسألُ من وراء هواجسٍ
حتّى استبدّ بك السُّهاد وأدمَسا ...!
تلك الليالي لو يعود حديثها
لضحِكتَ في وجه الدُّجى مُتغطرِسا
تلك الحقيقة من أراد حقيقةً
أن يستبين الحقُّ لا أن يُطمَسا
فدَعِ الأمور إذا تعاظم شأنها
ما عابَه ثوبُ الضَّنى أن تَلبسا
يا رُبَّ ذُلٍّ في رخاء العيش قد
أهدى الفتى تاج المُنى فتعرَّسا
بالودِّ كم يتحبَّبُ أهل التُّقى
لا يعذلن إذا رأوا حُسْن الأُسَى
كم نشتهي عبق المكان وسحره
والقلب منكسرٌ بدا مُستأنِسا
صُبْحٌ تأرَّج طيبه من وردةٍ
لو قُطِّعت من أصلها لتنفَّسا
مسكٌ بأسحارٍ من الليل الذي
هبّت به ريح الصَّبا فتقدَّسا
هذي المرايا لا تكِّل للحظةٍ
ما ضرَّها مِرآتنا أن تَعكِسا...؟
خالد لوناس 06/12/2019
No comments:
Post a Comment