Sunday, December 15, 2019

في الخالدين ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / سليم العريض

قصيدة بعنوان : في الخالدين
إهداء إلى روح كل من الشهيدين : سامر القيق  وسامي أبو دياك على وجه الخصوص .وعموما إلى جميع  أبطال الحركة الأسيرة _فلسطين _ في سجون الاحتلال الصهيوني .

إن أعت الموج ما اجتازته  حتى الآن أشرعة المراكب
أبعد الآفاق بحر لم تخض فيه القوارب
أصعب الشطئان لم نرسو عليه
 لم تكن حتى لتدركه أساطين المواهب
أبهج الأيام في التاريخ
يوم لم نعشه
ولن نعيشه
أصدق اللحظات لم تأت بعد
يا صديقي
إجمع الآمال وامضي
إنها لم تعدو
 محض وهم
 أو خيال
فلسوف أبقى
 في الخالدين
ليس في الأمر مراء أوجدال
وسيذكروني
عندما تروى أقاصيص الرجولة
والصبر في وجه المحال
عندها
لا أريدك أن تفكر
هل سيعجبهم أم سيزعجهم غيابي ؟
لست أعبأ
أن من حضروا مماتي
من كل أحداث حياتي
كانوا جميعا غائبين
 يا صديقي
ليس يرضيني
أن تكون جنازتي
موكبا للنافقين
لم أفتقد في ساعة الموت
إلا وجه أمي
أناملها الرقيقة
 حين تمسح وجنتي
يدها تمر على  جبيني
سامحيني
إنه محض خيال
فعدو النور يأبى
 منحنا
لحظة
 فيها اأراك تودعيني
...................
(إيفارست) ناداني
وإليه زفتني الجبال
وهناك لاقاني وعانقني
بالثلج
بالنور الشفيف
بنقاء الطهارة
 برودته الحميمة
تفتت أضلعي
فحملت صورتك إليه
لتعتلي
لا تقولي
أنني  قد مت
 إنما  نلت الشهادة
أنا لم أمكن لحظة
مني عدوا
 ذات يوم
بإرادة
استمروا كيفما شئتم في العداء
في الكراهة
في الجرائم والإبادة
أما أنا فلسوف أمضي
في صنع الإرادة
في كل سجن
ألف سامي
ألف سامر
اسجنوا أنفسكم حين تسجنوني
كونوا كحراس علينا
كلكم
حولوا الأرض إلى سجن كبير
فهل أمنتم ؟
هل هنئتم ؟
هل سعدتم ؟
نحن عشاق حياة مثلكم
لكننا لسنا نخاف الموت
وغدا ستنتصر الإرادة.
....... ...........
( إيفار ) يعشقني وأعشقه بدوري
مثلما تعشق أم طفلها
من بوادر حملها
ليبقى ويوغل في النماء
ويدوم ما بعد الولادة
إليك خذني
لسامر القيق
للشهادة
لجميع عشاق التحدي
والريادة
بيد أني راغب عنكم وعن حياة الخانعين
الموت يمتعني و يعجبني ويطربني
ولسوف أجعل منه
ٱغنيتي  وأمنيتي الوحيدة
الموت ليس نهاية
لو تعلمون
فجميعكم أحياء _ موتى
أو توشكون
أما أنا لا زلت سامي
إن يكن
غيهب الموت
طواني
فلسوف أبقى
في الخالدين .

No comments:

Post a Comment