موسيقا بعيدة
أبخرة أعشاب محترقة في حنايا الروح تؤجج اندلاع الموسيقا
تطل من نافذة الوادي
تشاهد حيرتها تجري بين الأشجار
تلاحق الأوراق المتطايرة
تستمع للأغاني الحزينة في مقهى
تضج مقاعده الخالية بزحام الحنين
يعتريها ما يشبه الرحيل
تُخرج من حقيبتها كتاب
تقلب صفحات تلك الأيام
والرواية فزعة من حركات أعصابها
تفتح قفص عصافيرها الملونة
تزقزق وهي تتسلق حبال النور
تتساقط عبرات مكتومة الأنين
تحاول الهرب بنظراتها
عندما أتى وسألها:
- لماذا تحتسين قهوتك السوداء
في عينيك إلى أن تبرد؟
وألمح الدمع يأتلق لطيف ابتسامة
قديمة حطت على شفتيك
على الأهداب آثار ثورات تاريخية
عريقة لم يمحها حبي لك
ترانيم تسكنني
حين تتجه النظرة إليّ
تنظرين وكأنني العالم كلّه
تلتفت إليه
يتلاشى صوته على مقعد
بلا جسد
بقلم هدى إبراهيم أمون
No comments:
Post a Comment