Tuesday, May 7, 2019

أفواه و أفواه ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أركان القيسي

أفواه و أفواه .....
------------------------------------------------------------  
★دفع به الجوع للوقوف على باب مسجد في حيٍّ غير حيهم خجلاً وقف وسحائب البؤس والحاجة تتراكم بوجهه الشاحب بعد أن سقط عمود بيتهم في لحظة مفاجئة من الزمن .....

★عيناه تحاكي المصلين وتخاطبهم بلغة الصمت ارحموا البطون الجائعة والتي تنازع في البيت الكفر منتظرة عودتي.. بيد مملؤة بدنانيركم لكن للأسف لم أحصل على شيء منهم الّا ذلك الدرهم والذي لا يغني ولا يسمن من جوع ....لجهلهم بمن أكون ...

★حسبوني متسولاً فصدوا عني رجعت للبيت ظهرا وقد إشتريت بذلك الدرهم قطعة حلوى لأختي الصغيرة ..رجعت وماذا أقول لأمي التي إلتزمت في البيت محراب مصلاها تدعو لي بان يرزقني

المولى ولو برغيف خبز من بقايا موائد المتنعمين بنعم الخالق

★تسمع صوتي في الحي تقف خلف الباب منعها حياؤها من سؤال الناس..بعدما تخلى عنها الأهل والاحباب كون قلوبهم

★البسوها ثوب البخل.. و ..لوشاية بعض النساء...

★أرملة وأيتام وصحون فارغة في بيت خرب  .....يخض بهم الجوع ...صغارهم حفاة عراة ....طفلتهم لم يرحمها أحد من الجيران حينما يمر بائع الحلوى تضع أصبعها بفمها تلعقه وعيناها تسير خلف ذلك المتجول ... عانت العائلة من غراب الحي الأسواد

★ الذي أقناع الاخرين بأنهم أيتام لكنهم لايستحقون صدقاتنا وبقايا فضلاتنا لأنّ  أقاربهم  أغنياء.... وفي أحد الأيام والناس نيام دخل رجل الحي  يحمل كيسا يريد أن يطرق باب الأيتام لمحه ذاك الغراب الأسود ...نادى به ها يا رجل ماذا تريد ؟!

★ ...فأخبره صاحب صدقة ربما ندخل بها السرور على أهل هذا البيت قال لكن هؤلاء لا يستحقون وخبره بكل ما كان تعجب الرجل لما قال ....ورد عليه بقوله تعالى..(يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف...)... يا أخي وما أدراك بالسرائر ربما ما يعطونه

★الأقارب لا يسد رمقهم .. ومهما كان وضعهم دعنا نتعامل معهم على انهم أيتام... ولماذا تقطع رزقهم أ تحب أن يقطع رزقك احد.. يا أخي أما سمعت.....الساعي على اليتيم والأرملة كالمجاهد في سبيل الله....يا أخي أما سمعت من مسح على رأس يتيم له بكل شعرة حسنة .. يا أخي أما سمعت.....إنما الأعمال بالنيات....اما سمعت ... أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.....

★لماذاجعلت الجيران يُسكّرون أبوابهم بوجوه أيتامنا ويقطعون يد العون عن أفواه تشكونا إلى الله بسبب فيك الذي لا يرحم ....تُب الى الله واستغفر فان كنت أنت جارهم ولا تعلم بحالهم فأنا إمام المسجد في المنطقة التي تبعد عنكم عشرة دقائق وأنا على علم بحالهم

★....أيها الجار راجع نفسك قبل أن تذهب لبيت الله وألجم فاك عمن هم بحاجة لكسرة خبز ثم تركه ورحل ذلك الرجل الطيب تاركا الكيس بباب الأيتام فقام ذلك الغراب الاسود والذي لم ينفع النصح معه بأخذ الكيس إلى بيته قائلا انهم لا يستحقون .

... أركان القيسي... العراق

No comments:

Post a Comment