خاطرة
سيماوالقمر
كانت ليلة ثقيلة الخطى كعجوز أثقل الدهر كاهلها
وكأن جدران الغرفة سور لايخترقه نور ..أطبق على وريقات روحها
حملت فنجان القهوة بيد.. وبالأخرى
هاتفها المحمول… تباً لك ..قذفته على السرير متجهة صوب النافذة
لمَ أتركها مغلقة ..! هل أدمنّا الأقفاص.. ؟
كانت جدتي تقول لاتغلقوا الأبواب
دعوني أرى السماء والشجر الأخضر
رهيفة.. رقيقة الجناح تلك الأرواح
دعوها تحلق… .
تسند ظهرها على درفة النافذة المشرعة ..باستقامة تلمح بالأنفة والشموخ ..
كانت أمي توصيني لا تنحني يانخلة السماء.. تغمزني ..لتبقي ممشوقة القوام ..
ترتشف قهوتها… تفتح عيناها العسليتان محدقة بالقمر
بدر هذه الليلة ..ببهاء لم تلحظه من قبل…
شعاع صغير يتسلل ليسفر عن وجهها الأزهر ..
ماأبهاك… لوحدك تسلب الألباب..
وتلهم الشعراء ..وتناغي العاشقين
هل ماتزال تحمل رسائلهم وأشواقهم المطرزة على مناديل الغرام….
يهمس بأذنها… أنا جار القمر ..
قمران في ليلة واحدة
يالهف روحي من رسم الحزن على قطرتي شهد هاته المقل…
بشفاه باسمة ودمعة في العين تترقرق
أرسلت مراكبي فماعادت…
على متنها كل أحلامي وقوارير الحب المعتّق… .
بنيت لها قصراً من البلور وكشفت عن ساق الأماني ...حسبته لجة
وها أنا بلا ساق ...ممزقة الأشرعة
تلطمها الرياح… تذروها هباء
من لوحٍ خبأ فيه نجمات لا تضيع ..يقتبس نجمة تقبل جبينها
يتهلل محيّاها… .أذكرها نجمتي كانت على مركب الأحلام…. كانت تتوهج بيدها قبل أن ترحل… بلاعودة
وكأنها هي…. !
جميلتي …
أما رأيتي رحيلي ...وحلكة لياليكم بعدي
أليست الشمس أبهى وأكبر…
وغدقها… ..فيض نعم…
قال القمر… .
/////////
عائدة حاتم
No comments:
Post a Comment