دولة الإسلام
دولة ذي النورين 23هـ - 35هـ
خليفة يرحل و خليفة يجيء... 1
الطعنة الغادرة أودت بحياة أعظم الرجال، و أعدل الرجال، الفاروق عمر بن الحطاب أمير المؤمنين، و في غفلة من الزمان ارتبك المشهد فلم يكن أحد من المسلمين يظن أن يقتل قائدهم و هو يصلي في المسجد، و أظلمت الدنيا في عيونهم برحيل الخليفة العادل، و لابد من الإسراع في اختيار حاكم جديد يحمل المسؤولية، و يمسك بالأمور قبل أن تفلت، و يعيد كل شيء إلى نصابه، قبل أن تكثر الخلافات و الاختلافات، و كان المسلمون قد سألوا عمر وهو في الرمق الأخير استخلف، قال: ما أجد أحق بهذا الأمر، من هؤلاء الذين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنهم راض، فسمى علياً و عثمان و طلحة و الزبير، و سعداً و عبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليهم جميعاً. و كان عمر قبل وفاته رحمه الله قد أقر مبدأ الشورى في اختيار الخليفة الذي يأتي بعده و حصرهم في الأسماء سالفة الذكر، وحدد لهم طريقة الانتخاب ومدته، وعدد الأصوات الكافية لانتخاب الخليفة ووقع الاختيار على عثمان بن عفان ليكون الخليفة الحديد
وكان عمر قد أوصى الخليفة الذي سيخلفه في قيادة الأمة بوصية بليغة قال في بعضها: أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا؛ وأوصيك بالأنصار خيرا، وأوصيك بتقوى الله والحذر منه، وأوصيك أن تخشى الله في الناس ولا تخشى الناس في الله، وأوصيك بالعدل في الرعية، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم؛ ولا تأخذك في الله لومة لائم، وإياك والمحاباة فيما ولاك الله فإن عملت بالذي وعظتك، أخذت منه نصيبا وافرا وحظا وافيا، وإن لم تقبل ذلك، يكن ذلك بك انتقاصا، لنفسك.
6-5-2019
No comments:
Post a Comment