Friday, April 12, 2019

إلى بغداد ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / عفاف غنيم

٢٠٠٣/٤/٩ يوم لا يمكن نسيانه والذكرى تفيض بالألم .
              " إلى بغداد "
بغدادُ يا دمعَ العرويةِ حيثما
  هاجت رياحٌ ، تستشيطُ المُنعَما

بغدادُ يا نبضَ العروبةِ والمنى
العمر يا ويلاه اخفقهُ الظَما

مذ باغتوكِ كما ذئابٍ  للردى
وحمامُ منتقمٍ ليعتصرَ الدِما

يا ربّ هم سرقوا البساطَ من الضنى
والنخلُ بات بحكمِ  ذئبٍ مجرِما

وندهتُ يَعرُبَ أين أنتم يا تُرى؟
أتراكَ صافحت الجناةَ مُثَلَّما

قد خان هورَكِ أصدقاءٌ عندنا
قد باع دجلةَ والفراتَ البلسما

والماجدات تذوبُ حزنا  في المدى
يا ربّ بات نهارُنا ليلا عَمى

أنتِ التي فيكِ النجومُ تكاثرت
قد كَلَّلَتْ بغدادُ صدرَك أنجما

ومنابرُ الأحرارِ في كشفِ العدى
والحرُّ يعدو في الثرى كي يُكرَما

كم من هِزَبْرٍ صال في كبحِ العِدا
الأرضُ ترسمُ للحرائر مبسما

تسهوا علوجُ الغدرِ عن إصرارِنا
عند الأُباةِ غُصونُهم سيفٌ نما

أضحى الفراتُ سحابُه ومياهُه
يرثيه طوبُ الأرضِ ، من دمعِ السما

ترثي القوافي شعبَها ورئيسَها
وجباهَ أسدٍ والجهادَ الأعظما

تحنو إليك الشمسُ في أطلالها
فلُكُ العراقِ سِراجُها لن يُعدما

أنتِ النسيم ربيعُ عهدٍ ما انطوى
أنتِ المها والنبضُ ، يرقصُ ملهما

يا محفلا يرثي المهابة والنوى
من بعد فجرٍ قد رُميتِ تَظَلُّما

نادى الحمامُ سلامَ شعبٍ في المدى
مذ نامَ وحيُ الشعرِ حتى يَحلُما

فشراعُ بوصلتي بدايةُ مهدِنا
يا تحفةً قامت على وردٍ سَما

قدّوا  جيوب شموخ أعراب بنا
ناحَ الحليمُ وغيمةٌ لن تبسُما

وقميصُ يوسفَ قدّ من دبرِ الهوى
والشهقةُ القصوى تُشيحُ الأوسما

هذا عراقُ المجدِ أين سعاته؟
هبّوا إليها كي يعود الأكرما

كل النجومِ تجولُ في أكنافها
الدربُ طالَ وباتَ صبحاً معتِما
....عفاف غتيم....

No comments:

Post a Comment