نجوم
لم تكن تعرف -عندما سحب يده من يدها-أنها المرة الأخيرة التي ستراه فيها .
كانت ولأول مرة تقرأطالعها ،تلك العرافة قالت لها وقتها :تخبرني النجوم أنك لن تتزوجي ممن تحبين ،وسيكون زوجك غريبا .....وقتها ضحكت وقالت لها :كذب المنجمون ،وانطلقت في طريقها .....وبعد كل هذه السنين لازالت تسمع صوت الودع وهو يرتطم بالأرض ولم تنس حاجبي تلك العرافة وهي تطلعها على المستقبل
وكم استخفت بأقوالها ،ولكنها لم تستطع نسيان الخوف والقلق اللذين رسمتهما تلك المرأة في قلبها وروحها .....صورته مرسومة في كل خطوة تخطوها في بسمتها وضحكها ،وفي ليالي الصيف المقمرة ،وليالي الشتاء الحالكة .....كم رسمته على دفاترها وفي زوايا الكتب ،حتى في صفحة السماء وعلى الغيم المسافر وعلى ريش الطيور المهاجرة .......
ياله من زمن ومن عمر ......على تلك الرابية طالما جلسا وخططا لمستقبل جميل....وعلى ذكر الجمال كان صوته جميلا أيضا عندما يدندن بأي اغنية تخطر على باله .
مرة سألته كيف يراها ؟ فرسم قطة وضحك بصوت عال ،يومها عاقبته إذ حرمته رؤيتها اسبوعا ،جهد في الإعتذار ،رسمها ملاكا ،أهداها وردا...كل ذلك لم يفد .......كانا في ريعان الشباب وللشباب طيشه .....
وبينما كانت غارقة في أفكارها تعثرت بحجر جد صغيرة .....تعجبت من نفسها ألهذه الدرجة كبرت ولم تعد قادرة على السير ....
ثلاثون عاما مضت ولا تزال تعيش الماضي بكل مافيه وكأنه حدث بالأمس .
كذبت العرافة لم تتزوج من غريب ، بل لازال يعيش في شغاف قلبها .....وهاهي تنتظر موعدها مع النهاية ،إذ سبقها الموت إليه .
No comments:
Post a Comment