Wednesday, July 4, 2018

سرقةٌ في حفل زفاف ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / غاندري عبد الفتاح

سرقة في حفل زفاف

بعد انتهاء حفل زفاف أحمد و مديحة تفطنت ذآبة إلى أن بعض حلييها مفقود .
جالت الأفكار في رأسها.. أيعقل أن أكون قد أضعته أم سرق؟ ! إن كان قد تمت سرقته لما لم يختفي كله؟! لابد أني قد أضعته أو أن السارق محترف و ذا خبرة لا يستهان بها في مجال الذهب و المسوغ.
لا.. لا يمكن أن يكون قد سرق فلم يحضر إلا أفراد العائلة ولا أظن أن أحد منهم يمكن أن يكون لص!! سأبحث جيداً قبل أن أتهم أحدا جزافا.
ضلت ذآبة تبحث وتبحث عن حلييها المفقود علها تجده لكن دون جدوى.
في الصباح الباكر ذهبت ذآبة رفقت اختها حسنية إلى سوق الذهب تسأل إن كان أحد أتى يعرض مصوغ للبيع، فلن يتسنى للسارق مغادرة المدينة في بهذه السرعة و بيعه للمسروق خارج أسوار المدينة.
 ذآبة لها صديق يعمل في سوق الذهب حينما علم منها القصة أصر على مساعدتها في العثور على اللص و استعادة ما سرق، أخذت ذآبة صديقها حمزة و اختها حسنية و طافت بهما في كامل أرجاء السوق حتى عثرت على ضالتها لكن بعد فوات الأوان فالسائغ الذي كان قد اشترى قد باعه لكن كان يتذكر جيدا وجه تلك المرأة التي أتت تبيعه ذاك الحلي.
نزلت أوصاف تلك المرأة عليها مثل الصعقة فلم تكن تتوقع أنها في يوم من الأيام ستمد يدها داخل أغراضها بنية السرقة.
عادت ذآبة إلى البيت ولا تكاد تقف على قدميها وكأنها مركب مهترئ تتلاطمه الأمواج.
أخبرت ذآبة أمها سعدية بكل ما جرى وفي تلك الأثناء كان اخوها سعد مار بالقرب منهما فسمع كل شيء، أصر سعد على أن يخبر الشرطة بالأمر فلا يمكن السكوت على مثل هذه الجرائم، لكن زجرت اخته قائلة إن السارق يهمني أمره أكثر من المسوغ وأخاف أن اظلمه دون وجه حق.
عاد سعد إلى غرفته المظلمة فلاطالما كانت مصدر سكينة يرتب فيها أفكاره عله يرسو على أرض يعلم فيها حقيقة الجاني.
استبعد سعد في أول الأمر أن يكون السارق رجلا فهو يعلم أنه يمنع على الرجال دخول حجرات النساء خاصة في المناسبات لتبقى دائرة الاتهام متوقفة على النساء فقط وهم بنات اعمامه، بنات خالاته، زوجتي اخويه، و أختاه. و بما أن اللص يهم ذآبة كثيراً ولا تريد فضحه اسقط سعد من دائرة الاتهام بنات خالاته و اعمامه لتبقى اختيه انشراح و حسنية و زوجتي اخويه سارة و شروق.
سارة وشروق يمكن أن تكونا سارقتين لا كانت ستأخذ كل منهما المسوغ كله فالوقت لا يسمح لهما بالانتقاء فكل من سيراهما سيتهمهما بالسرقة، إذن فهما خارج قفص الاتهام.
لا.. لايمكن أن تكونا انشراح و حسنية. صرخ في نفسه قائلاً. لكن من منهما تكون الفاعلة؟؟!
حسنية ليس لها خبرة بالمسوغ فهي لا يمكنها حتى التمييز بين الذهب و الفضة، أما انشراح فهي تمتلك ما يزيد عن ثلاثة أعوام خبرة في المسوغ.
نعم لقد كانت ذآبة على حق لا يمكن اخبار الشرطة بالأمر الفضيحة أكبر من المسوغ.

No comments:

Post a Comment