Sunday, November 18, 2018

أنين ميت ... بقلم الشاعر الراقي الأستاذ / محمد وجيه

أنين ميت

اسمه كريم طيب
ساكن قلوب الناس
من دولة مهجورة
بكوكب الإخلاص
و في خانة التعليم
جامعة حليم و رحيم
العمر في التسعين
رغم إن عمره يومين
يوم و متشبك زي عقد الماس
حباته مرصوصة
و القفل من الإحساس
حباته من بسمة
في وش طفل بريء
حباته من موقف
أما يوفي صديق
حباته من كلمة
من همسة
من ضحكة
حباته من لمسة
تفتح في قلبه طريق
حاضنُه شعاع الشمس
بيقوله انسى الأمس
رمم جروح ذاتك
يجري أوام طيران
ينسج خيوط من نور
حلمه يعيش مستور
لا عايز يكون مشهور
و لا يبقى من الأعيان
و يومه التاني
من فرح مجاني
وهبه لقلب الغير
من بذر اسمه ضمير
ثماره يجنيها
غيره مش هو
إيثاره كان عنده
منتهى القوة
أما تضحي كتير
تطرح بذور الخير
مش فارقة أكون جاني
فرحة قلوب الناس
ليها لون تاني
سيرة ذاتية لحالة وهمية
ماشية ليل و نهار
معاكسة للتيار
شايفة قلوب ياما
عايشة في دوامة
في زحمة الأيام
كل واقعها كلام
و فعل صح مافيش
فبأي حق تعيش ؟!!
تعيش عشان تجرح
تعيش عشان تدبح
عشان تسرق
عشان تقتل
عشان تغدر
عشان تخون
يبقى أكيد احنا
ميزانا مش موزون
رجع لبدء الكون
مين لون بياضنا سواد
و ليه بقينا بعاد
دي حكاية الأجداد
إنسان سجدله ملاك
تكريم من المولى
أيوب رسول الصبر
و رسولنا اختار القبر
مش هما قدوتنا
مش هما منهجنا
ولّا احنا حمل سِفاح
من نسل شيطان سَفّاح
علمنا كيف ننسى
جذورنا و ماضينا
و يوم ما دمرنا
دمرنا بعضينا
دارت كتير أفكار
و عقله كان محتار
هيعيش كده في غابة
بضحكة كدابة
مش من صميم القلب
يقضي ليله في رعب
من الجاي و الماضي
و يعمل كمان راضي
فقرر يكون ميت
لأنه مش عايش
و هو في عايش
بيحس بالميت
و تبقى مش فارقة
الدمعة و الحرقة
لو كل القلوب غرقى
هيبقى برا الكون
سجين مش مسجون
و أهي خلصت القصة
لحد كان بينا
لو حتى هنشوفوا
هيكون كما الأشباح
لا كان موجود و لا راح
و لا اتخلق أصلا
لأنه يوم ما اختار
اختار يكون ماشي .......
جوا قلب النار

#الوتر  #الحزين
#ديوان #أنين #ميت

No comments:

Post a Comment