Wednesday, March 18, 2020

وردة الكورونا ... بقلم الشاعر المبدع الأستاذ / معروف صلاح

معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
( وردة الكرونا )                                    
.................................
       ( وردة الكرونا )
الوردة اليانعة في البستان
 كل يوم مع الندى بألف حال
  بالشال تنتظر من يقطفها بالبنان
كرصاصة الغدر في الحملان
والكرونا تحاصرها من كل باب
والقفطان يهفهف للكأس وللمتاع
مع شعاع الشمس والشلال والعباب
انتظار الموت إحساس وشجن
 طليق في الغاب بالعفن
شقائق النعمان خنثى في الكفن
أصابتها الكرونا والعدوى والعطن
 تنحدر نحو الشمال باعتقال الوطن
 فالموت على الجبين إجلال
مكتوب بامتهان وإخلال
مسطور كبهتان وإعلال
مرسوم كدليل إيمان وابتهال
 ينخر العيدان بانهيار واشتمال
ينشطر في الخريف والغبار
يثقب الأوراق بامتثال
ويحرق الجلد بامتعان وانفعال
والحقيقة دامغة بالوهن
 مدهونة ومرهونة كالتيجان
 مهرولة ومطلية بالخفقان
 لماذا كل ذليل عان
 دائم الخسران جبان ؟
لماذا كل جميل فان
 يرحل بالأوجاع جريئا
 وسرعان ما يترجل حزينا
كالنزيف عميل بلا استار ؟
جريح الهلاك  سريع
بين نائم ويقظان
 من يشتم فيرس زهرة آلأقحوان
بطيء الحراك بالزكام
يمسح الأنف باستهتار
خفيفة رعشة البنان
صداع وعطاس
 ورشح على الرخام
ومروحة تدور بلا كلال
وقد أهوت بحالي
وما أضرت سؤالي
 لماذا العروس الماتعة
في طهارة ليلة الزفاف جائعة
 بشراشف الشرف دامعة
تغرق في دماثة الدماء ؟
 أصابتها الكرونا
منذ الليلة الأولى
والهيولى والليونة والكهولة
 بالطرف المستساغ
 مع فيرس خطير ألعبان
 في المدر رائحة الموت
 بالليمون كالحور
 فى الأجداث والقبور كالخرز
تستدعي إليها التوابيت بالجور
في حدة اللقاء ما زال السؤال مطروحا
مغلف بدبلوماسية الجمال
 بأسلاك العناقيد والدلال
 هل مقيدة جوهرة التاج بالوصال
والأحجار في الأهرام
تقهر من يتسلق رقبة الجدران
وأحجار أطفال فلسطين
الرائعة الدامغة لا تزال
لا تعرف العطر والمحال
ولا تعرف العطس والصداع
ولا الكذب والعطش والخداع ؟
 صلبة شامخة لا كرونا ولا غيرها
تقهر الطاغية باندفاع  في سيرها
مهما طال العنفوان والزيف
دائة الموت متكدثة
 كالزمان النظيف
 علم أمريكا
فوق الرئوس بالخوف نحيف
يشهد بالحقيقة التعيسة البائسة
يرفرف بالدائرة في عز المكان
 بالعيون الوقحة الدامعة
احترسي يا صين في المحن
 يا زامعة في الإحن لى  ال
اقتصادك قتاد وهشيم يا سامعة
 من هفهفة عين اللئيم يا جامعة
المقصود رأسك الدافق في اليم
عرقك الدافىء في الشدة والغم
 راجعي النجاة بالهم ..
 ترجى الخلاص من الذم ولو بالدم
كل هذا يا بلادي ..
ولا مناص من ولاد العم
وأنت رائحة في سراري الزمان
  غائدة كالحين في البراري بالأمان
صائغة جواهر العنوان
صامتة تنادي شدوان
صائدة  ثعالب وجرزان
مانعة للأعادي تجتثين الأقحوان
رائجة في شواشي الميدان
صائمة عن كلام اللوم والعتاب
رائحة الدم
تلهب الافتراس بالعذاب
 حكمة اللجام
 تجلب الأفراس لليباب
 حلب الضرع
 للأفراد والقطعان هلاك
 والكتابة تواصل وغرام
وانهزام وعراك
 بين الذات والذات
 استكان الملاك
 فلا تسائلوا كرونا
 عن غصن البان
 عن الهوام وعن الشوفان
 عن روائع الافتنان والأفنان
طعنة الغدر في خاصرة الأسنان
طلقة الموت في الحلق موتتان
 فأس الفلاح في يديه الناضرة
 تقلب الماضي في الحاضرة
 بحاضر الخذلان
 باستقلال واستغلال واستعذاب
 واستجلاب واستخلاب واستغراب
 وما زالت أنثاي النادرة ساهرة
تفكر في الكرونا الغادرة
كالمال عارية مستجلبة وغامرة
 تشم رائحة الموت في التوابيت
 في جذوع الأشجار الهالكة
 فى السفن الغارقة  
 فى التراب بتسلق اللبلاب
بنبح الكلاب باللهث في الهواء
 وفي فؤادي لله نبضات عامرة
 هل ما زلت يا بلادي
 للأمجاد قادرة
 بذاكرة البريات الماطرة
 لله راكعة في التساؤلات الغابرة
فلا تسألوا حبيبتي العاطرة
عن لؤلؤاتها الباهرة
 عن الدنيا من حولها في القاهرة
لا تدري غير أنفاس الحنين الحارقة
فالسؤال موت وحياة خالدة
ولا كرونا ولا غيرها
فقد اشتمت وردة الممات
وصار الأحياء بالأدوات كالأموات   .
................................ .
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر .

No comments:

Post a Comment