طواحين هواء
رأيت الناس
في فضاء الحياة الفاني
فقلت لهم :
أيها العابرون على حواف الحياة دون خوف ووجل
والسائرون على أرصفة الغربة
أما آن الآوان
لتنتبهوا فزمانكم
ينسرق من أرصفتكم كما أنتم تنسرقون
من فصولكم
أيها المحلقون
في فضاء العالم القاتم
فأفق المجهول
معتم
ومن يلملمون الأماني
من حقول الأحلام
فتأنوا فالياسمين تساقط
، الحياة لن تدوم
على حال
والأحلام تتغير
كما تتغير أجسادكم بمراحل الحياة
وبفصول العمر
، من يخلعون أثوابهم كأفعى تغير ثوبها
برضى ولا مبالاة .. فالحقيقة ثابتة ..
رغم كل الترهات
والعبثيات والأقنعة
والكرانفالات !
لكل الذين يصارعون الحياة بسيوف الحق البتارة ويرفلون بأثواب الأبتسام والفرح والسلام والرضى ،
و الأمل والأمل والأمل
والحياة الدائمة بالشهادة
أقول لكل صاحب ضمير حي ولكل من فقد ضميره
في حادثة تدهور
مركبة الأخلاق
ومنظومة القيم الإنسانية ..
الوقت وأن طال
فهو ضيق جدا
وأحلامنا
لا تغطي أفق الوقت المحدودة
والحياة ما هي سوى حصر وعدد ومدة صلاحية ،
لأعمارنا أرقام أقرتها الأرادة العلوية العظيمة
وأرزاقنا نأخذها
من كف القدر .
من يحاربون
كدنكي شوت
طواحين الهواء
ويركبون موجات الريح
الخاسرة
في معركتهم الخاسرة التي لن تسفر بالبقاء ومهما صارعوا
من أجله ،
فليهتفوا مع نواعيرهم أناشيد البقاء وألحان القضاء المكتوبة
على نوتات سماوية .
الفردوس مفقود
في دنيا لم تخلق للبقاء !
فلينشد قصيدة الخلود
ويسابق النواعير الدؤوبة
في جدها ومثابرتها
وإستمراريتها !
رغم حروف النشاز
وموازينها المكسورة
تعانق الماء بضمأ للحياة
ورغم جفاف الخلود
تتصارع من أجل البقاء
الذي لن يكون وكلا أن يكون في عالم مبهم
في عالم زائف
وهمي زائل
فالخلود
لغة الأزل
، الأزل مفتاح يغلق
ويفتح بشيفرات
نجهل ماهيتها
مهما أجتهدنا
لن نكون
إلا أبناء
الموت المؤجل !!!
نعمات العزة / الأردن
No comments:
Post a Comment