أيام تَمُــرُّ.. وعامُ يحتضر
نائل علي سعيد
قبل أن ندلف إلى عامنا الجديد ،تستوقفنا الكثير من الأشياء والذكريات التي كانت ترافقنا في رحلة العمر ،حقائقك التي عشتها ،أحلامك التي رسمتها ،أمنياتك التي ناضلت من أجلها، استنزفت الكثير من طاقتك، وربما ركضت ركض الوحوش في البراري في سبيل تحقيق كل شيء يخطر في بالك لتحقق نوعا من الانتصار لترضي ذاتك المليئة بالغرور.
نتفق جميعاً ونحن نعيش الأيام الأخيرة من عام 2019 ان الأيام ترحل بحلوها ومرها، افراحها وأحزانها ،والآلام التي رافقتنا هي ذاتها تضع نفسها في خانة الأمس تاركة لنا الأثر لنكتشف بعدها أن خلافاتنا التي خضناها في مسرح الحياة وتنمرت عندها ذواتها كم كنا صغارًا حينها،ندرك أننا كنا نعيش سراب الوهم ونخلق التشوهات التي تؤذي عالمنا الداخلي لترافقنا الخيبات بعدها.
أن تقف مع ذاتك قبل أن تضع قدمك في العام الجديد، تقف لتحاول التخلص من الصدأ الذي لامس روحك، تدثر بالنسيان لكل الجراحات التي خدشت مشاعرك وحشرتك في زاوية تحترق فيها كل لحظة ، تخلص من عباءة عام مضى بخيبات لا تزال تطاردنا لتبقى الكابوس المزعج في حياتنا، كن إنسانا يحاول أن يُعيد الوجه المشرق لهذا الكوكب المليء بالظلام والأسى.
وبعد أن وقفت مع نفسك، وتخلصت من غبار الأمس ،وقررت أن لا تكون رصاصة في بندقية من يحاول أن يخدش جمال الحياة بعقله المغلف بالأوهام ،وبدأت تضع أول خطوة في حضرة العام معلنا للعالم أننا بالحب نسمو ،ولن نكون متميزين في عامنا مالم نسلك درب من تميز وسار بخطى راسخة تنشد السلام والبنا في دورة الحياة التي نعيشها مرةً واحدة.
قيمتك تكمن بين ميلادك وموتك ،في أضافتك للحياة شيء يذكر ،ويتذكرك من خلاله من يأتون بعدك، يصدق فيك القائل: "مر وهذا الأثر "
No comments:
Post a Comment