Tuesday, May 7, 2019

تفسير آية : و على الذين يطيقونه ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / عوني عارف ظاهر

تفسير قوله – تعالى - : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له
لفت انتباهي لفظ يطيقونه بدل لا يطيقونه ..وهذا ما استطعت ان اجمعه من توضيح ...راجيا ابداء الرأي مع تحياتي عوني ظاهر
 أن علماء التفسير - رحمهم الله - ذكروا أن الله - سبحانه - لما شرع صيام شهر رمضان شرعه مخيراً بين الفطر والإطعام وبين الصوم ، والصوم أفضل ، فمن أفطر وهو قادر على الصيام فعليهإطعام مسكين ، وإن أطعم أكثر فهو خير له ، وليس عليه قضاء ، وإن صام فهو أفضل ؛ لقوله - عز وجل - : وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون.
فأما المريض والمسافر فلهما أن يفطرا ويقضيا ؛ لقوله - سبحانه - : فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر[3].
ثم نسخ الله ذلك ، وأوجب سبحانه الصيام على المكلف الصحيح المقيم ، ورخص للمريض والمسافر في الإفطار وعليه القضاء ، وذلك بقوله - سبحانه - : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[4].
وبقي الإطعام في حق الشيخ الكبير العاجز والعجوز الكبيرة العاجزة عن الصوم ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وجماعة من الصحابة والسلف - رضي الله عنهم - .
وقد روى البخاري في صحيحه عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - معنى ما ذكرنا من النّسْخ للآية المذكورة ، وهي قوله - تعالى- : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. الآية ، وروي ذلك عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وجماعة من السلف - رحمهم الله - .
ومثل الشيخ الكبير والعجوز الكبير ، والمريض الذي لا يرجى برؤه والمريضة التي لا يرجى برؤها ، فإنهما يطعمان عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليهما ؛ كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة .ويجوز إخراج الإطعام في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره . أما الحامل والمرضع فيلزمهما الصيام ، إلا أن يشق عليهما فإنه يشرع لهما الإفطار ، وعليهما القضاء كالمريض والمسافر . هذا هو الصحيح من قولي العلماء في حقهما .وقال جماعة من السلف : يطعمان ولا يقضيان ؛ كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة .والصحيح أنهما كالمريض والمسافر ؛ تفطران وتقضيان ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك الكعبي ما يدل على أنهما كالمريض والمسافر
معنى الإطاقة في كلام العرب
إن الإطاقة لا تستعمل إلا بمعنى القدرة على العمل، والتمكن من الأمر.
وأما معنى التكلف، أو التطويق، أو الكلف بالمشقة، أو العجز عن العمل، أو عدم الإطاقة، فهذا ليس من معنى الإطاقة. قال مهلهل بن ربيعة:
لمْ يطيقوا أنْ ينزلـوا وَ نزلنـا ** وَأَخُو الْحَرْبِ مَنْ أَطَاقَ النُّزُولاَ
(ديوان مهلهل بن ربيعة: 1/35)
وقال الأعشى:
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ ** وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ؟
(ديوان الأعشى: 1/48)
وقال الأعشى:
قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ ** ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
(ديوان الأعشى: 31/3 )
وقالت الخنساء:
هريقي منْ دموعكِ أو افيقي ** وصبراً انْ اطقتِ ولنْ تطيقي
(ديوان الخنساء: 1/87)
وقال المغيرة بن حبناء :
شديدُ القوى من أهلِ بيتٍ إذا وهَى ... من الدِّين فَتْقٌ حُمِّلوا فأطـــــــــــــــاقوا
مَراجــــــــــــــــــــ يحُ في اللأَواء إن نَزَلَتْ بهمْ ... ميامينُ قد قادُوا الجيوش وساقوا
(أبوالفرج الأصفهاني،الأغاني:13/112)
وقال الديلمي:
فهـا هو لو دعوناهُ لخطبٍ ** أطاقَ لأمرنا غير المطــاقِ
(ديوان مهيار الديلمي: 1/1391)

No comments:

Post a Comment