أنا وسيارتي
سيارتي التحفة صنعت منذ عقود
اقتنيتها من قلة النقود
لتحملني لتخدمني
فبعد أن تورطت بها
رحتُ أجرها للمرتفع
وأمسك بها في في المنحدر
تأبى أن ترافقني وأنا راكب
خلف المقود
تأنف من مرافقتي إلا وأنا بقربها
ممسك بها واقودها راجلا
يا ويلتي من سيارتي
يبدو أنها بلوتي بحياتي
تشرب الوقود
كأنها صائم بعد ساعات يفطر
بالوقود
كلما اسقيها تطلب المزيد
وحشرجة المحرك صباحا كي تقلع
باتت مجلبة للعني من كل سكان الحي
كانها ناقلة نفط تعج تصول بصوتها وتجول
وبعد أن تنتهي من سعالها
وتقرر المسير
تكون قد جعلتني فتشت في احشائها كل صمام وكل قطعة من الحديد
مشواري بها بات هما
إصلاحها ابتكار صاروخ
ولعجلاتها قصة تحتاج لألف ليلة وليلة
أملأ الهواء صباحا عجلاتها
وما أن تحل الظهيرة حتى تعرج من أحد جانبيها
نصلح العجلة
ننتهي ما ان نسمي بالله وننطلق
فهي قد حلفت يمينا اكثر من ساعة لا تمشي
فالمكبح لا يعمل
والمنبه فتح الصوت ولم اعد اعرف اسكاته لمت
علي من بالشارع والشرطة وما سكتت عن التزمير الا بعد ان انتزعنا البطارية
ووضعناها في الصندوق
وقلنا نحمد الله على سلامتنا سياتي طبيبها ويصلح المنبه
ونعود للبيت نفرح بالغداء ونسترح
حتى سمعنا صوتا وكأن حجرا من جبل تدحرج
فاذا بزجاج النوافذ يفتح كان عاصفة ضرنبه
ولفرط عجلتي وخوفي وفزعي وقبل ان ينتبه المارون لنوافذها اردت الجلوس للراجة فابت ان تفتح الباب لي لا المفتاح عاد يعمل ولا الباب للفتح يقبل
جمعتُ شبان الحي والطلاب عند الانصراف وبائت كل المحاولات بالفشل
بعد ان فقدت صبري ركلتها بقوة بقدمي واردفتها بعشر حجرات من الحجم العائلي فانفتح الباب
وقد فتح معه عينها طار الضوء الامامي ورغم. كل المحاولات لم يعد لمكانه
يا ويلي من هذا اليوم النحس
عوراء
عرجاء
ومكشوفة النواجذ
لا باب ولا قفل
اقسمتُ ساعتها ان انقلها خارج الحي واصب عليها الوقود واتمتع كنيرونَ بها وهي تحترق
ما ان انتهيت من فكرتي
حتى نفثت عليَّ من دخانها
ولم اعد ارى ما جرى
اعلم اني استيقظت بالعناية المشددة والطبيب يهنئني حمدا على سلامتك
والله سيعوضك عن سيارتك
قلت بشروني اين هي انقلت الي مكب النفايات
قال لا
نبشرك نقلت للحي الصناعي لاصلاحها وستاتيك الفاتورة للبيت بعد التصليح سمعت صوت الأجهزة في المشفى ترعد وتزبد والطبيب يقول اسرعوا بجهاز الصدمة. توقف قلب المريض .
No comments:
Post a Comment