أجيال الفيس_____________________البحر الوافر
أتانا اللَّهوُ في زمنٍ وزادا___عن الحدِّ الَّذي يُحْيي المُرادا
فصرنا كالعبيدِ إذا أردنا___ حياةً حُرَّةً تأبى اضطهادا
ونبعُدُ عن مصالِحِنا بشوقٍ ___ إلى ما لا يُفيدُ وقد أجادا
بصيدٍ للقلوبِ وكُلِّ فكرٍ ___ بلا عملٍ ولهوٍ قد تهادى
فألوانٌ وأشكالٌ ... كقيدٍ ___ لأوقاتٍ تضيعُ لمن تمادى
...................
سنحيا في الخيالِ ومن نراهم ___كأطيافٍ تُزيِّنُ ما استزادا
ونملأُ عقلنا سَفَهاً ولسنا ___ كمن يجني لهُ ذاكَ الحصادا
فلا عِلمٌ وذا ودٌّ وفخرٌ ___ بِكُلِّ تواصُلٍ ألهى العبادا
وشاشاتٌ بها وهمٌ وبيلٌ ___ كسُمٍّ يترك الجاني رمادا
ومافي الجوِّ من دَخَنٍ عمانا ___ وأشكالُ الفسادِ أتت فُرادى
..................
ولا حَلٌّ لمعضلةٍ بعقلٍ ___ وجهلٌ قد أطال لنا انتقادا
وذا سهرٌ وليلٌ لا يُبارى ___ بحرقٍ للَّذي يأبي السَّدادا
تفنَّنت البرامِجُ في ابتكارٍ ___ لجذبٍ علَّنا ننسى الرِّقادا
فهل من مبدأٍ يحيا بحقلٍ ___وكُلُّ الشَّرِّ قد أضحى اعتيادا
سنشربُ من مدادِ الخيرِهوناً ___ونقطفُ زهرَأعمارٍ قَتَادا
....................
إذا عاشَ الكِبارُ بذى خرابٍ___ فهل لطفولةٍ نُبقي الجيادا
لقد فرَّت براءتُهُم وحلَّت ___ بِهِم صورٌ لأفئدةٍ زنادا
فينسى الطِّفلُ من لهوٍ طعاماً___ويأنسُ بالَّذي صادَ الجرادا
يُقيَّدُ في مكانٍ لا حراكٌ ___ بلهوٍ قد يضرُّ وما أفادا
وأبصارٌ سيضعِفها جِهازٌ ___ بلا شكٍّ سيخسرُ ما استفادا
....................
فشاشاتٌ بها الإشعاعُ يُعمي ___وضعفٌ قد يرى منها الرَّمادا
سنخسرُ صحَّةً والوقتُ أولى ___بإصلاحٍ فهل للحقِّ نادى
عدوٌّ من يُصدِّرُ كُلَّ شيءٍ ___ ويبدعُ للعقولِ كما أرادا
ولا إصلاحَ بعدَ فسادِ دِينٍ ___وأخلاقٍ فهل نُعلن حِدادا ؟!
أفيقوا قبلَ تدميرٍ لجيلٍ ___ يعيشُ بِكُلِّ وهمٍ قد أبادا
....................
أما لطفولةٍ حقٌّ علينا ؟!___ سنجني ما زرعنا إن أعادا
وحفظٌ بالوقايةِ كانَ أجدى ___من الإصلاحِ إن باتَ اشتدادا
وتفريطٌ بأوقاتٍ علانا ___ وتحتَ دخانِهِ نحسو السَّوادا
فهل من صحوةٍ تنجو خصالٌ ___تُعيدُ لشرعِنا تلكَ البلادا
فعزَّتُنا بتحريرٍ وشرعٍ ___ بِهِ كُلُّ المحامِدِ لا ارتدادا
......................
وأحرارٌ لهم عزمٌ لِفعلٍ ___ بكُلِّ إرادةٍ يُحيي الجهادا
وما بجهالةٍ تحيا علومٌ ___ وذا بطلٌ يُطيلُ لنا العِمادا
كما كانت قرونٌ في حياةٍ ___ لمن عاشوا بشرعٍ قد أفادا
صلاةً والسَّلامَ على رسولٍ ___بكُلِّ الحُب ما أحيا الفؤادا
فصلُّوا يا أحبَّتَنا عليهِ ___ كما صلَّى الإلهُ وما أزادا
.................
الاثنين 17 ذو القعدة 1439 ه
30 يوليو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
No comments:
Post a Comment