Saturday, February 2, 2019

وعد .. بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / نجاح عيدو / سورية

وعد    (1)                                                       ______ كتبت له رسالة تدعوه فيها للمجيء فقد طال البعد ،ضمختها بالعطر الذي يحب ،عطر برائحة الياسمين الدمشقي طلبت منه الحذر فالطريق إلى قلبها ليست سالكة تماما بسبب تراكم العتب ،وطلبت منه أن يحضر معه مظلتةً،لأنها ستمطره باللوم والشجن ،ورجته ألا يحضر نبيذا ،لأنها ستسكره بحلاوة الكلمات ،وتمنت لو يحضر كل أشيائه لأنها ستجعله يحرق مراكب العودة ،ولا يعود للتفكير في الإبحار ،سيغوص في بحر أشعارها،ويصطاد لآلئ المفردات ،سيجد في دفئها مايغنيه عن السفر ،ويحلق في عالم السحر والخيال......ومطلبها الأخير أن يختار الليل للعودة ولا ينسى  طاقية الإخفاء  .....لأن قلبها الذي ملّ الانتظار لطول الفراق أخبر كل الأحاسيس بأنه لن يعود
وعد     (2)                                                     _______صباح هذا اليوم قرع جرس الباب ،بسرعة البرق فتحته  ،كانت تتمنى أن تراه ،بعد أن استلم رسالتها ،ولكنها وجدت ظرفا أبيض على زاويته اليمنى رُسمت باقة ياسمين.....برفق فتحته ،كمن يفتح كتابا مقدساً  .....كانت كلمة حبيبتي في أول السطر....وقفت عندها طويلا ،ثم تحولت لمابعدها.....  طريقك جميلة،بقدر الرغبة والرهبة والتردد ،محفوفة بالشوق والعتب ،مليئة بالأوامر التي تشبه النصائح ، لن أحضر مظلتي لأني أريد أن أغتسل بمطر كلماتك ،ولن أحضر نبيذا ،لأن روحي تهفو للعربدة في عالم الأشواق ،سأحرق كل مراكبي لأغوص في متاهات عذب الكلمات ،سآتي في وضح النهار ليراني الجميع ،ولن أرتدي طاقية الإخفاء  وأخبري مشاعرك وأحاسيسك وحواسك الخمس بأني عائد ،ولكني بحاجة إلى بعض الوقت لإنجاز ماوعدتْ.....وبدل الاسم والتوقيع رسم قلبا منفطرا من شدة الحنين........ضمت الرسالة وأغرقتها بدموع الأمل ونشوة الانتصار........رن الهاتف.....استيقظت مبهورة متقطعة  الأنفاس  ،وقبل أن ترد نظرت مليا إلى  صورته التي لاتزال تحيط بها تلك الشريطة السوداء......همست بألم مستقرٍفي الروح  ......لن تحرق مراكبك أيها الحبيب....فليس بمقدورك أن تعود.

No comments:

Post a Comment